السبت، 20 سبتمبر 2008



محجوب حسين : يطالب الحكومة السودانية بإتخاذ إذن مسبق من الحركة قبل إقلاع أو هبوط أي طائرة في مطار الفاشر

بلاغ عسكري هام

حركة تحرير السودان قيادة الوحدة تطالب الحكومة السودانية بإتخاذ إذن مسبق لأي طائرة تهبط أو تقلع من مطار الفاشر " عاصمة شمال دارفور " و في حالة عدم أخذ الإذن فالحركة غير مسؤولة و على الحكومة السودانية و الجهات الأخري في حالة عدم التقيد بهذا التحذير أن تتحمل المسؤولية كاملة بعد الساعة السابعة صباحا بتوقيت السوداني المحلي الموافق السبت 20/09/2008

بعد الإنتصارات الكبيرة التي أحدثها جيش تحرير السودان قيادة الوحدة و بعض فصائل من التحرير يوم أول أمس الأربعاء الموافق 17/09/2008 في مناطق قرب مدينة الفاشر " عاصمة شمال دارفور" و الغنائم العسكرية الضخمة التي إستولت عليها الحركة من الجيش الحكومي في معارك لا تبعد سوي كيلومترات معدودة من مدينة الفاشر ، و هو ما دفع الجيش للتواجد في مواقع قريبة جدا من المدينة سيما مطار الفاشر .. و عليه إتخذت حركة / جيش تحرير السودان قيادة الوحدة القرار الأتي :

على جميع الطائرات التي تهبط أو تقلع في مطار الفاشر أن تطلب الإذن العسكري من القيادة العسكرية لقوات الحركة المتواجدة بالقرب من تلك المواقع ، و هذا القرار يشمل كل الطيران الحربي الحكومي و طيران قوات اليوناميد العاملة في الإقليم حتي لا يقع أي خلط أو خطأ حتي لا تستغل الحكومة طائرات الأمم المتحدة و تقوم بطلائها بالأبيض و كذا الطيران المدني السوداني ، و الحركة غير ملزمة بأي مسؤولية بعد هذا القرار ، حيث أسلحة الحركة التي غنمتها من المعارك الأخيرة كفيلة بتهديد كل حركات الطيران في المطار و ما حول المطار بكل سهولة.

و على الحكومة السودانية و الجهات الأخري أن تأخذ هذا التحذير محمل الجد، و الحركة تؤكد تعاونها مع قوات الأمم المتحدة يوناميد

صدر تحت توقيعي

محجوب حسين

عضو هيئة القيادة العليا و الناطق الرسمي للحركة

لندن في : 19/ 09/2008

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

كشف مسؤول في الحكومة التشادية لـ«الشرق الأوسط» عن رصد حكومته لحشود ومعسكرات تدريب داخل السودان ضد إنجمينا. واعرب المسؤول عن قلق بلاده من تلك التطورات التي وصفها بالخطيرة على خلفية اتفاق اسمرة، عاصمة إريتريا، الذي رعته لجنة الاتصال الوزارية عن اتفاق داكار (السنغال) الاسبوع الماضي، ونفى وجود ترتيب لعقد لقاء مرتقب بين الرئيسين التشادي ادريس ديبي والسوداني عمر البشير، في وقت يبدأ وفد إريتري زيارة إلى كل من الخرطوم وإنجمينا لاحتواء الأزمة بينهما وبدء تنفيذ اتفاقية اسمرة ـ داكار. وأبلغ وزير الإعلام التشادي الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد حسين، لـ«الشرق الأوسط» ان حكومته لديها معلومات مؤكدة عن وجود معسكرات تدريب جديدة افتتحتها الحكومة السودانية للمتمردين ضد نظام الرئيس التشادي ادريس ديبي، وقال إن تلك الحشود تثير قلق انجمينا في جدية الحكومة السودانية تنفيذ اتفاق اسمرة الذي تم الاسبوع الماضي، واضاف «تخوفنا من اننا نوقع اتفاقاً ثم لا تلبث الخرطوم من شن هجوم جديد علينا.. لكن نأمل ان تعمل الحكومة السودانية معنا بحسن نوايا وصدق ونحن مستعدون للتطبيع» نافياً وجود ترتيب للقاء يجمع البشير وديبي في وقت قريب، وقال إن تلك التوقعات صدرت في اسمرة، مؤكداً ألا يؤثر قرار المحكمة الجنائية لملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير في علاقات البلدين، واضاف «مهما يكن القرار فاننا ملتزمون بتطبيق الاتفاق ولن يؤثر قرار لاهاي في علاقاتنا». من جانبه أكد السفير التشادي لدى الولايات المتحدة، محمود ادم بشير، لـ«الشرق الأوسط» عن وجود معسكرات تدريب وحشود عسكرية في الجانب السوداني من الحدود المشتركة بين البلدين، وقال ان وزير خارجية بلاده، موسى الفكي، ابلغ وزراء خارجية مجموعة اتصال اتفاق داكار الذين عقدوا لقاء في العاصمة الإريترية اسمرة الاسبوع الماضي، مشيراً الى ان بلاده ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في مختلف العواصم الافريقية، واعرب عن امله ألا تحدث مشكلات كما حدثت في الآونة الاخيرة بين البلدين الجاريين آخرها محاولة المعارضة الاستيلاء على العاصمة إنجمينا وإنهاء نظام ادريس ديبي في فبراير (شباط) الماضي ما دفع الرئيس السنغالي الى التدخل لجمع الرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي في داكار ليوقعا اتفاقاً في مارس (آذار) الماضي خلال انعقاد المؤتمر الاسلامي، وقال «نتمنى ألا تنهار هذه الاتفاقية لان انعكاسها سيصبح سالباً في كل المنطقة». من جهة اخرى كشف مستشار الرئيس الإريتري مسؤول التنظيم في الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكم، عبد الله جابر، لـ«الشرق الاوسط» عن تحرك جديد لبلاده عبر وفد عالي المستوى يصل الخرطوم هذا الأسبوع لعقد لقاء مع القوى السياسية والحكومة السودانية ووفد آخر يلتقي بقادة الحركات المسلحة بغية التوصل إلى حلول لأزمة دارفور، واصفاً الاوضاع في السودان بالحرجة وانه يمر بظروف تهدد وجوده كبلد. وقلل جابر من تكرار الاتهامات بين الخرطوم وإنجمينا بعيد الاتفاق الذي تم في عاصمة بلاده، وقال إن قوات المراقبة من البلدين سيتم نشرها بشكل متوازن، واضاف «نشر القوات والتبادل الدبلوماسي ليست لهما اهمية كبرى، بل الدخول الى المرحلة الاهم في حل ازمة دارفور»، معتبراً ان حل القضايا العالقة التي استطاعت لجنة الاتصال من التوصل اليها في اسمرة مدخلاً لحل قضية دارفور، وقال انه لمس جدية وإرادة متجددة من الطرفين وان البلدين يصران على استكمال عودة العلاقات ونشر القوات بشكل عاجل وسريع، واضاف «اعادة العلاقات ليست كافية لجلب السلام في المنطقة اذ لا بد من خطوات عاجلة لقضية دارفور». وقال جابر إن وفداً من بلاده سيصل العاصمة السودانية هذا الاسبوع لاجراء حوار سوداني ـ سوداني مع كافة القوى السياسية السودانية، واضاف ان حكومته تدفع في اتجاه لإجراء هذا الحوار والذي يمكنه ان يساعد على تحسين العلاقات الدبلوماسية للسودان، وتابع «السودان يمر بظروف تهدد وحدته وظرفه نادر جداً ولا بد من ايجاد حلول شاملة لتلك المشكلات»، مشيراً الى توجه وفد ارتري آخر للقاء قيادات الحركات المسلحة في الاقليم، مشدداً على وقوف حكومته مع اي مبادرة حتى ان لم تكن طرفا فيها، لكنه عاد وقال «نحن الدولة المجاورة للسودان يهمنا استقراره اكثر من اي طرف آخر وعلاقتنا ممتازة مع كل الاطراف في الحكومة والمعارضة لوجودنا في السودان منذ اكثر من 50 عاماً قبل نيلنا الاستقلال» في اشارة لمبادرة الجامعة العربية التي اطلقتها قبل اسبوع لجمع الاطراف السودانية في مفاوضات تعقد في العاصمة القطرية الدوحة، غير ان حركات دارفور رفضت المبادرة، مؤكداً التزام بلاده بتحقيق السلام والاستقرار في السودان.

الأحد، 14 سبتمبر 2008

مناوي الي واشنطن


مناوي يجرى مشاورات بواشنطن الأسبوع المقبل حول مشاركته في الحكومة

وكالات -الخرطوم -الصحافة
يتوجه كبير مساعدي رئيس الجمهورية، رئيس حركة تحرير السودان، اركو مني مناوي ،الاسبوع القادم الى الولايات المتحدة الامريكية؛ لإجراء مشاورات حول تعليق مشاركته في الحكومة الاتحادية، والعقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق ابوجا.
واكد مصدر قيادي بالحركة لـ «الصحافة»، ان كافة اجراءات سفر مناوي اكتملت وترافقه زوجته الموجودة الآن بتشاد، بعد ان وصل الى قناعة بأن المؤتمر الوطني غير جاد لإنفاذ الاتفاق.
واوضح المصدر، ان زيارة مناوي لامريكا تأتي في اطار علاقات الحركة المتميزة مع واشنطن ،موضحاً ان رئيس الحركة سيلتقي بكبار المسؤولين بالادارة الامريكية لطرح قضيته، وشرح الدوافع الاساسية وراء اعتكافه مع قواته بدارفور،بجانب اجراء لقاءات
مع ابناء الاقليم بالولايات المتحدة الامريكية، بالاضافة الى مقابلة بعض القيادات الرافضة لاتفاق ابوجا.
وفي السياق ذاته، انتقد الناطق الرسمي باسم حركة مناوي الطيب خميس، الاساليب التي تتعامل بها الحكومة تجاه اهالي دارفور، والقيادات، وطالبها بإطلاق سراح كافة الطلاب المعتقلين، وايقاف المطاردات .

عن دولة " الإسلامويين السودانيين الإنتباهيين الجدد

عن دولة " الإسلامويين السودانيين الإنتباهيين الجدد "
وطن " الرئيس و خاله... أو " دولة" خال الرئيس و إبن أخته!!
محجوب حسين / لندن عضو هيئة القيادة العليا و الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان قيادة الوحدة
عندما تتطور النظم و المؤسسات و القيم و الأيدولوجيا و المذاهب بشكل عمودي و تتناسب تناسبا طرديا مع جدليات الزمان و المكان و أدواتها و المحيط و أعمدته تؤشر لشىء من الصلاحية و التي تفسر حالة من الدينامكية و الحركية الفكرية لدي منتجيها بعيدا عن القوقعة و الإنغلاق و الفشل و هو الأمر الذي يضمن لها خصوبتها و إستمراريتها في سلم الحياة و متغيراتها إدارة و فعلا و تفسيرا و تنظيما ، بينما تلك النظم و المؤسسات و القيم و الايدولوجيا و المذاهب هي نفسها قد تدخل في إنحناءة من إنحناءات التاريخ لتتطور بشكل أفقي نحو الإنحدار و الإندحار و التقهقر و الإنبطاح فتصبح عديمة الإنجاز ، عقيمة ، لا تتمكن من الإقلاع و الدوران و الإنطلاق تجاه ماهية المتغيرات و المستجدات فتبقي بضاعتها منتهية الصلاحية غير صالحة للإستعمال ، فاسدة ، كما تعبر عن إنتهاء دورة منتجيها لأنها بلغت حد فكر الخردة مهما بلغ منطق الذرائع و سد الذرائع تطبيلا و تضليلا. بأحاديث نبوية أو إنجيلية أو توراتية!! و ما بين جدلية التطور و الإضمحلال هذه ثمة ظاهرة سياسية أتت إلى السودان منذ منتصف القرن العشرين إلى السودان و أعني فيما أعني حركة الإسلام السياسي الحركي الوافدة إلى السودان من القريبة مصر و التي إرتدت لبوس قبعات عدة منها الأخوان المسلمون وجبهة الميثاق الإسلامي و الجبهة الإسلامية القومية و المؤتمر الوطني و الذي إنشق إلى شعبي و وطني ، حيث بالرجوع إلى التاريخ البعيد منه و ليس القريب نجد على سدة ايدولوجيا الإسلامويون أسماء و شخصيات بارزة منهم ، الرشيد طاهر بكر و الصادق عبدالله عبد الماجد و آخرين إلى سنوات منتصف الستينيات من القرن الماضي ليتبوأ على سدتها الدكتور حسن الترابي دون منازع حتي بداية الألفية الثالثة ليصل و ينتهي إلي عهد مستنقع الإنتباهيين الجدد ممثلا في الرئيس السوداني عمر البشير و خاله و اللذان يتنازعان مع صاحب الشخصنة التاريخية لتنظيم الحركيين الإسلاميين دكتور الترابي ، و لهي مفارقة من نكبة الإسلامويون علي يد الإنتباهيين مفارقات الزمن اللئيم أن ينتهي التنظيم الإسلاموي و على فداحة أخطاءه للإنتباهيين الإسلامويين الجدد مجسدا في خال الرئيس و إبن أخته إنها تراجيديا الزمن و إنحطاط الإقدار و علامات " الساعة السياسية". و تلك لهي علامة كبري في الزمن السوداني الرديء بل إنه الزمن الذي آتي ضدا على منهاج تطور التاريخ كظاهرة !! مع التوضيح بأن" صحيفة الإنتباهة " مملزكة لخال الرئيس و هي الناطق الرسمي الجديد بمشروع دولة الإبن و خاله. و الجدير بالذكر عندما إستأثر هؤلاء الإسلامويون الحركيون الإنتباهيون الجدد بالسلطة في السودان نتيجة لفراغ ما كانت " نكبة " الإسلام الحركي السياسي في السودان و إنتهاء دورته الحتمية ، كما هي " نكسة" للسودان ، الدولة و الوطن حيث إنفرط العقد و سقطت الأيدولوجيا و إنسانها ، لأن بنية فلسفة الأيدولوجيا أيا كانت نوعها تستند إلى قيم منظومة الأخلاق و الأنسنة و عندما تفقدها تبقي غير إنسانية ، و فقدت معايير بقائها و باتت كشظية من نار في لحم بشري.لأنها طورت نفسها عكس قوانين الطبيعة التفاعلية للحياة. و في إطار هذا السقوط و التهاوي نلحظ هذه الأيام و بشكل غير مسبوق فى دولة الرئيس و خاله أو وطن خال الرئيس و إبن أخته ، حيث كل العناوين و الادلة الدالة و البراهين أكانت مصدرها الآيات القرآنية أو الإنجيل أو التوراة أو بوذا ل "ثورة" الإصلاحيين الإنتباهيين الإسلاميين الجدد بفحصها نجدها تعبر تعبيرا حقيقيا عن إنحطاط القيم و الأنسنة لأنها إرتبطت بفعل مشين و هي فعل الجريمة ، جرائم الإبادة و الإغتصاب و جرائم الحرب و ضد الإنسانية لقوم مسلم أو قل من المؤلفة قلوبهم حسب تصنيفات الإسلام الإنتباهي التراتبي- من التراتبية - و من هنا يمكن أن نحدد عناوين بارزة لمرجعية و موجهات الفكر الإسلاموي الإنتباهوي للرئيس و خاله و كيف يرون تنظيم عقد الوطن و المواطن و الدولة في السودان. إن الفكر الفاشيستي و النازي و الذي أتي بالدكتاريويات التي تشتهي رائحة الدم في أوروبا و التي نجمت عنها الحربيين العالميتين لتساوي بعدها أوروبا أمورها و تعيد ترتيب أوضاعها بالإغتسال السياسي قصد الطهارة من جريمة "الزنا " السياسية نحو دول عقلانية تستند إلى معايير عقلية لا لاهوتية صرفة لتدمير ذات و بقاء الإنسان ، كانت هذه المنظومة و بإعمال المقاربة هي الأقرب بل المتماهية مع مرجعيات فكر الإسلامويون الإنتباهيون السودانيون ، حيث من خلال المراجعات الدقيقة لبنيات الخطاب السياسي لهذا الفكر و الذي يشكل مرجعية الفعل و التنفيذ لأي فعل سياسي في الدولة نجده يتمفصل في الثالوث الحرام و لا يتعداه ، إنها محددات و مرتكزات الفلسفة الإنتباهية الجديدة في المتن و الخطاب تتمحور في دولة " نقاء العرق" و " سيادة قبيلة الشمال" و توظيف " اللاهوت" بشكل فج لأجل الحفاظ على الحق الإلهي و الغنيمة و الخراج لدولة و وطن الرئيس و خاله أو العكس و كلاهما سيان. لذا كل نتاجهما لا يتعدي ثالوث القبيلة و السلطة و الغنيمة و هو الثالوث الذي حدده المفكر الفلسفي د محمد عابد الجابري في كتابه بنية العقل السياسي العربي كأهم منطلقات الفكر العربي الإسلامي في التاريخ العربي الإسلامي. مفارقة الوطن و الدولة إبتناء لما سبق ، معلوم أن الوطن هو ذلك المساحة الجغرافية و الذي يجمع حضارات و موروثات و قيم مشتركة أومتقاربة أو مختلفة لجماعات سكانية بشرية أو جماعة سكانية محددة تتراضي حوله مجموع الساكنة بشراكة و بتقدير و بإحترام للعيش في تعاضد وتكامل إعلاءا لقيم الإنسانية و تجسيدا للبقاء و بالتالي يشكل هذا الخام الموروثي المعبر و المدخل لإقامة و بناء ما يعرف بمؤسسة " الدولة" في العصر الحديث كنظام مؤسسي ينظم الجماعات البشرية و السكانية و مشروطة بالتقنيين و التكييف و المواءمة عبر مساطر و لوائح و قوانين و دساتير و شرعية ، جميعها تجد أسها و جذر تركيبها في ترتيب مكوناتها الحضارية و الثقافية و التاريخية و الإجتماعية و الدينية و الإقتصادية و السكانية المتسقة لشرعية تلكم المكونات دون شرعنتها كما نري في كل المشهد السوداني المفتريء عليه من لدن الإنتباهيون الذين ما إنفكوا يعملون على " نصب" كل الموروثات لمصالحهم القبائلية و الجهوية و لا تتعدي هذه الدائرة وفقا لمنهج تحليل المضمون في بنية هذا الخطاب و إشتغاله اليومي . تلك الإرادة المشتركة التكاملية هي التي دفعت و وجهت بناء الدول متحدة أو منفسمة ، فهكذا إنطلقت أمريكا و بريطانيا و ألمانيا الموحدة بعد إستفتاء شعبها في الشطر الثاني كما إرتضي الإتحاد السوفيتي أن يتفكك تحت وعي هذه الإرادة نفسها و إستقلت كوسوفو مؤخرا من جراء الفاشستية الصربية ، و بها إتحدت دولة الأمارات العربية و تكونت دول القارة الأفريقية و أسيا ، كما إستقلت تيمور الشرقية للفعل ذاته و إنضمت هونغ كونغ للصين الشعبية بفعل المكونات تلك إلى ذلك تكونت دول أمريكا اللاتينية و العالم العربي و هلمجرا. وبالنظر لحالة جغرافية " الوطن" و مؤسسة " الدولة " في السودان و طبيعة الهوة و البون الشاسع بين مفهوم "الدولة" و "الوطن" في السودان كان الخلل بل المفاصلة و المحاسبة فيه بالرغم من تواجد و تلاقي تلك المكونات ، و أساس هذا الخلل هو هذا الفكر الإنتباهي الفاشستي و الذي إمتد في دولة الخفاء السودانية منذ الإستقلال في النصف الأول من القرن العشرين و تبين قدحيته في بدايات القرن الحادي و العشرين تحت زعامة الرئيس و خاله لتقع تحت طائلة اللفظ المجتمعي و الثقافي و الديني و الإنساني و العقاب و الوقوع تحت طائلة الجزاء البشري و جزاء الآخرة وفق آيات القرآن الكريم ، ليصبح الوقوع وقوعين و الجزاء جزاءين!! جزارة إنتباهية إسلاموية بإمتياز!! وبالرجوع لمنظومة ومحددات دولة الإنتباهيين و ثالوثهم و الذي وصفته ب " الحرام " كانت محدداتهم و منطلقاتهم السرطانية لتمرير هذا الثالوث سواء بكيليشهات او سيناريوهات أو أحابيل فربطوا سيادة الشعب ببقاء زعيم الإنتباهيين كما يصوره خاله و لو كان جزارا ، و وحدته مشروطة بسيادة مملكة الكراهية و إستمراريتها و ذلك بمشروع قطع الوطن لفائدة "التمكين الثالث" محددات الفكر الإنتباهي" لربط السودان و شده و إستعماره للأبد عبر تضييق مساحته " كما نلحظ في "لوغو" شعار الإنتباهيين حيث نجد فيه السودان مفصولا و مقطوعا الرأس و العجزمن بقية الجسد ليسقطوا كل رمزيات الحركات الإسلاموية ، إنها جزارة إنتباهية إسلاموية بإمتياز توافق جرم الإبادة إبادة الشعب و إستئصال جزءا من الوطن ، إنهما وجهان لعملة واحدة و تحت غطاء فكري واحد ينتج بعضه بعضا لشرعنة محددات قبيلة الشمال و ميتافيزيقية تفوق أو نقاء العرق و على غيابه، يضاف إلى ذلك الغنيمة المستمدة منهما في داخل الوطن و الدولة و اللتان بدأتا في التجدد و إنتقلتا في محاولة للإتساق و المواءمة بين مفهوما " الوطن" و " الدولة " و هو الأمر الذي يفقدانهما السيطرة و مركزة الحق الإلهي ، فكانت التعبئة الجماهيرية بمفهوم الفوبيا من الآخر ، و الآخر هذا هو سوداني- رغم ضبابية تعريف السوداني- ليتم تخويفه مرة بالعرق و مرة بالدين و مرة بالجهة و أخري بمنهج الخبث . حيث سقطت أدولوجة الإسلام السياسي الإنتباهي الحركي لأنها جاءت ضدا على الاخلاق الإنسانية ، مع الإشارة إلى أن أي أدلوجة بالضرورة أن ترتبط بمعيار الأخلاق و الخلق !! قلت إن النحت " الفكري" للدولة الإنتباهية مهما بلغ أشده و مخرجاته و أسانيده و براهينه لا يخرج من تلكم المحددات و اليوتبيات المشار إليها آنفا و المتمثلة في وعي السيطرة و هيمنة القبيلة و من ثم منهما إلى الغرض و الغاية و هي الغنيمة " كل شىء لله و يقابله ما لله للجيوب" ، و أعني فائض القيمة الإقتصادي و إلا كانت نهاية التاريخ السوداني الذي إنتهي علميا و نحن في إطار رسم التاريخ السوداني الثاني و الذي بدأ الآن و لا أقول في السابق و هنا أفتح هلالين " من تجول في داخل قصر القبيلة الجمهوري -أعني القصر الجمهوري - يري بأم عينيه عجلة هذا الحراك الإجتماعي و التاريخي في السوداني ، فبعدما كان مملوكا ، بات مستباحا و مشوها أو مغتصبا عند الآخرين ، ففي ركن قصي نجد إبن من أبناء قرية فوراوية بدار زغاوة و في ركن آخر نري أدروبيا بحراسه و في موقع آخر رجلا طويلا من الدينكا ، المنظر بقي موحشا مؤلما لا يحدده أكذوبة نقاء العرق ، ففر منه" الأنقياء" لتبدأ إدارة الدولة من المساكن الخاصة ما دام القصر أغتصب ". و هو تعبير عن خلل نفسي قصد منه أن يتساوي الإنتباهيون مع الآخر العربي القح المجاور ، و الشعب السوداني ليست لديه مشكلة بل على الإنتباهيين أن يثبتوا للأقحاح في حضرموت و نجد و الحجاز و دولتا الأمويون و العباسيون أنهم متساوون معهم و معترف بهم و حينها نعترف لهم بنقاء عرقهم و عرقيتهم و صلاح أدلوجتهم ، إن إعترف هؤلاء الأقحاح المجاورين معهم و لهم كشرط ضرورة لا كفاية !! و بالتالي عليهم في هكذا موقف أن يقيموا دولة النخاسة السودانية في السودان و لتستمر دولة الإستمناء و الإستمتاع و الإشباع !! إنها دولة العبيد السودانية المنتصرة لمعطياتها!!لأن الأيدولوجيا الإنتباهية قائمة على إلغاء كل الناس و كل الشعب في السودان حتي و لو كان شماليا مختلفا أو معارضا أو متعارضا. إذا الأمر عام و شامل . و ما التشبث بالواجهة الشمالية الجهوية إلا مطية لمزيد من الإستئثار حيث قاتلوهم و قتلوهم و أغمروا مناطقهم في إبادة بالماء عوض الرصاص. و بالرجوع لأدبيات الفكر الإنتباهي للرئيس و خاله ، حيث قال الأول في مجمع للدفاع الشعبي في مدينة "مدني" بوسط السودان و أثناء الخلاف مع الحركة الشعبية " ألجانا هنا يلقانا يانا إحنا إحنا " ليضع إبن الخال حدودا جديدة للسودان قائمة على تلك الميكانيزمات ، فيما أسر الإبن أيضا أيضا لمبعوث الإدارة الأمريكية السابق للسودان مستر ناتيوس وفق مقال نشر للأخير " أنه – أي الزعيم الإنتباهي – قد يكون آخر رئيس عربي- بين قوسين- يحكم السودان " ، و هي نفس الأدبيات التي نجدها عند خاله حيث حدد و صنف كل الوضع السوداني و على إتساعه ، فيه تسعمائة قبيلة و لكل قبيلة لها وطنها ، و الأدلوجة الإنتباهية تقول كل من يقف ضد دولة العصبية بالأتي " إن الكل كافر .. و الكل السوداني و ليس الجزء هو خائن و حاقد و عنصري و آكلا لمال الربا" و يضيف إنه " زمن الخيانة و كل شىء أصبح جائزا و مباحا في بلادنا ، و بالطبع ليست هي البلاد التي نتحدث عنها أو يتحدث عنه ، فيها سلفا كير نائبا أولا في رئاسة الجمهورية في السودان و الآخرون قادمون لا محالة مهما إستعصت الإنتباهة " و يضيف الفكر الإنتباهي المخصي ، فاقد البوصلة و الإنجاب " كل ما يتم هي خيانة ربطها بالوطن ، و أي وطن هي خيانة لعصبية و أدولوجة الجريمة و الحقد و الكراهية " و يحدد أن البطولة محصورة في السودان ، فيها قتلي توريت ليسوا ضحايا بينما القتلي الشماليين شهداء و إنسانيين ، هؤلاء ليسوا شماليين إنهم " أبناء دارفور و كردفان و جبال النوبة و النيل الأزرق " تم توظيفهم في أزمان سابقة لقتل الأخ و الأخت " حيث الوصاية و مصادرة حق الآخرين ما زالت قائمة ، و الأجدر أن يقف الفكر الإنتباهي في حدوده الجغرافية " من الخرطوم إلي شندي و كريمة " فقط ، دون تجاوز لأن وعي الكراهية لا يقبل أحدا" . و يمتد هذا الفكر الشوفيني الذي يتحدث بإسم الشمال و دارفور بعيدة منه و كردفان هي الأخري كذلك و الوسط أيضا و الشمال نفسه براءا منه ، إنها إمارة القبيلة الإلهية في الشمال ، فيه يقول " السودان محسود و مستهدف " من من ؟! أقول محسود و مستهدف منا نحن كل السودانيون لأن الفكر الإنتباهي لابد أن نوصله للمقبرة و لا شهادة له حينها لأنه قتل نفس إنسانية و يريد قطع الوطن !!، و يواصل الفكر الإنتباهي أن كل من هو مختلف مع دولة الحق الإلهي و عناية السماء ، فهم أفارقة كفار ، مشروعهم علماني أفريقي أمريكي ، صهيوني ، منبطح ، لا ينتمون لا للإسلام و لا للعروبة و معاديا للإستعمار العروبي في السودان، و على أن ينزل الله بهم كما نزل بعاد و ثمود " و هي أدبيات تعبر عن عجز مفاهيمي و إنحطاط قيمي و سقوط لدولة الرئيس و خاله. علما أن لا عرقا نقيا يمتلكونه و لا إطارا مفاهيميا للإسلام الحركي يروجونه !! غير أيدولوجيا قتل المسلمين !! فيما يتحدث الفكر عن أيدولوجيا السيف " فهل بإستطاعة الفكر الإنتباهي مسك السيف والمبارزة به ناهيك عن المحاربة به ، لا أري ذلك مع الثياب البيضاء و رائحة الراحة من عرق الهامش و السمسرة في الدين و العرق ، حقيقة هناك عجزا لأن السيف جزءا من موروث العرب الأقحاح و الإمبراطوريات العظيمة الأخري ، إنه موروث تاريخي فأين هم منه ، إنها فنتازيا " الهرولة هي سيد الموقف عندما يحين الزمن و المكان . لأن لا أحد في الوطن يحارب نيابة عن الآخرين بما أن الدولة مختلف عليها و حولها !! مهما تم تجيير الخطاب. كلنا مختلفون و نحن قطع من شطرنج غير متشابهة بين أقوام متصالحة و آخري غير متصالحة تبحث عن هوية خارجية و أيدولوجيا وافدة !! علما أن مفهوم الإنتباهية يعني ما يعني لأصحابها " الدفاعية العرقية و الجهوية تحت حذاء الأيدولوجيا" الإنتباهيون و التوسل للأجانب عوض الله في المقفلة و التي سوف أعود إليها ، إن الفكر الإنتباهي و بدفوعاته سقط و مات و ليس له محلا من موقع في عالمنا نحن ، و هكذا نرثي دولة و وطن الرئيس و الخال لأنهما يحتضرا ، و المجال واسعا لإقامة دولتهم في حدودهم دون حدودنا و حدود الآخرين بإسم الشمال الأيدولوجي لأن إسلامنا ليس بإسلامهم و سلوكنا ليس بسلوكهم و عرقيتنا أيضا ليست بعرقيتهم ، كما أن تاريخنا مختلف عنهم ، و في هكذا حال فليبنوا ضمن تلك الحدود دولة إمارة قريش الناقصة في عرقها أو دولة العلويين المفتقرة لأصولها ، أو دولة الهاشميين التي لا تعيرهم وزنا!! و في المختتم نري أننا نشهد يوغسلافيا السودانية قادمة و إستحقاقاتها و هي مكسب تاريخي ، و من أهم إستحقاقات هذا الكسب التاريخي في إطار صراع الحسم أو حسم الصراع هو إلقاء القبض على زعيم صرب البوسنة سلوفان كارديتش!! إنه تطور حياتي ، فالنتقاسم أو نقتسم ، ليس هناك أمرا مقدسا و حينها نري سيوف الإنتباهة!! تأملوا و حدقوا معي جميعا!! إنها لحظة حسم التاريخ دون لاهوت أو عرق أو جهة قريشية و سواده كالغربان و يتعالي بسواده على سواد أخيه، وكلاهما غربان كما قال المفكر السوداني دكتور منصور خالد !! و تأكيدا لما أوجزناه عن آخر إسقاطات مشروع دولة "الصلف" الإنتباهية و سقوط كل محطات التمترس أمام زحف التاريخ السوداني و الذي بدأ كما قلت و الذي سوف ينتهي حتما في أفضل حال لما عرفته يوغسلافيا السابقة لأن مشروع و أيدولوجيا الإنتباهيين السودانيين الإسلامويين لا يختلف من حيث البنية المرجعية لمنهج دولة و عرقية مشروع دولة الصرب تجاه الأقوام الشريكة و الأصيلة الأخري في يوغسلافيا تيتو و التي أخذت طريقها للخلاص عبر دول و قوميات و عرقيات و محاكمات إنسانية دولية و حراسات دولية أممية تقف ضد مشروع أيدولوجيا الصرب. و المشهد نفسه قد يتكررأو تكرر فعلا في السودان عندما تطلب الأيدولوجيا الإنتباهية اليوم و على وقاحة الطلب بالمناداة علنا و جهارا بقواعد عسكرية في السودان " صينية أو سوفيتية على الأرحج " وفقا لمعطيات الصراع الدولي الحالي أو الآني و الذي تبلور في الحرب بين روسيا و جورجيا و التي أوحت للكثيرين بأنها ملامح لعودة الحرب الباردة بدأت تلوح في الأفق أو عالم متعدد الأقطاب بدأ يتبلور عوض الأحادية القطبية المسيطرة على صناعة القرار العالمي و الغرض من هذه الدعوة الإنتباهية الخالصة هي حماية مشروع الدولة الإنتباهية و التي هي على مقربة تاريخية مع المحاكمة و المحاسبة بعد الإنهيار و السقوط شأنها شأن إمبراطوريات و ممالك الدم التي سقطت في التاريخ الإنساني . إن إستنجاد الدولة الإنتباهية أو مشروع دولة الإبن و خاله أو الخال و إبن أخته بالآخر الأجنبي لحمايتهم و تأمين إستمراريتهم و التي فقدت الشرعية و المشروعية معا و إستكملت كل حلقات الشرعنة فهي دعوة مقبولة ما دامت تأتي لحماية مشروع العرق و نقاءه عبر جهويته ، و هنا الأمر بات مبررا و مقنعا و شرعيا ما دام التوسل أصبح خارطة طريق ليس لله كما يزعم الإنتباهيين بل إلى الأجنبي ، و من هنا نقول و كلنا ثقة علي الجهة الجنوبية إقامة قواعد أميريكة أطلسية و علينا في الجهة الغربية إقامة قواعد إستيطان و حماية دائمتين مع الإسرائليين و كل المرتزقة في العالم ، و على الجميع أن يحمي مشروعه بالأجنبي ، جد هو تفصيلا جيدا ، و بوادر هذه المؤشرات بدت متواجدة . و نحن موافقون علي شرط أن لا يعتري ذلك أي وقف لإطلاق النار ما دام العقل الإنتباهي لا يؤمن إلا بإلغاء الآخر و كل الآخرين و بتكريس جيد لفلسفة جديدة للتنميط والقائمة على سيادة ثقافة على الآخرى بل إلغائها حتي و لو أدي لإبادة جديدة لشعوب المعسكرات و الذين يجسدون سبب الذل و العار في الدولة و الوطن الإنتباهيين حسب نعتهم ، علما أن الذل و العار ليس في المعسكرات بقدر ما في فكرهم و نهجهم ، هؤلاء لم يولدوا في المعسكرات ، و تاريخ وجودهم في تلك الأراضي سباقا للفكر الإنتباهي الغازي المولود في أحد مراكز القمامة الفكرية ، و غير ذلك هو تطاول و لعنة من السماء للدولة الإنتباهية و العاملين معها و فيها. و أهم ما في هذا المنعطف السوداني أن يأتي شخصا آخر و من حضارة أخري لتصحيح حالة الحضارة الساسية السودانية المعوجة و الواقعة تحت يوتوبيا الدين و العرق.و أعني فيما أعني المدعي الجنائي الدولي الأرجنتيني الأصل وهو لويس أوكامبو لإستراد معاني حقوق الإنسان و الحياة المتساوية و منع الجريمة.

الخميس، 11 سبتمبر 2008

اخبا ر سيئة وعاجلة من الميدان


تلقينا هذه الاخبار السيئة من الميدان بان مجموعة مرتزقة تضم كل من يحيى حسن نيل والريح محمود وعمر سليمان ضحية واركو سليمان ضحية رئيس هيئة اركان قوات مناوى السابق(المعزول) ومصطفي محمد احمد تيراب هم الذين قاموا بالتنسيق مع القوات الحكومية والمليشيات والجنجويد لقتل اخوانهم ورفاقهم وقد استلمت هذه المجموعة مبلغ خمسة مليار جنيه سودانى من الحكومة وذلك للقيام بعمل ميدانى ضد رفاقهم وضد المناضل منى اركو مناوى وذلك للقضاء عليه بالتسيق مع الحكومة وقد استخدمت الحكومة هذه المجموعة المرتزقة للقضاء على اخوتهم الثوار والمهمة المطلوبة منهم هى المشاركة الفعالة مع قوات الحكومة وارشاد المتحركات الحكومية المتجه الى الاراضى المحررة وبالفعل فقد تم توزيع المرشدين من افراد هذه المجموعة المرتزقة ليكونوا مرشدين للمتحركات الحكومية الخمسة التى انطلقت من خمسة محاور بتغطية من سلاح الطيران والمدرعات وهم العارفين الطرق المؤدية من والى الاراضى المحررة وبالفعل فقد تم القبض على بعض المرتزقة ضمن هذه المتحركات فى شرق الجبل حيث تم دحر قوات ومليشيات الحكومة والمرتزقة الذين لايعرفون الا المال حيث اعترفوا بان المجموعة المذكورة مشاركة بطريقة لا يمكن ان يصدق مع الجيش الحكومى والجنجويد كما ان المدعو مصطفى تيراب عندما علمت الحكومة بانه غير مؤثر ميدانيا وبعد ظهور المرتزق يحيى حسن نيل الوزير بحكومة جنوب دارفور وهو ينتمى لحركة تحرير السودان قيادة مناوى الا ان سلوكه وتصرفاته المشبوهة مع الحكومة للعمل ضد الحركة ومنسوبيها جعله يختلف مرات عدة مع منى اركو مناوى فها هو الان يظهر على حقيقته بعد ان غادر رئيس الحركة الى الميدان حيث قبض على وحده فقط مليار وثلاثمائة مليون جنيه سودانى و الريح محمود قبض نقدا ايضا مليار ثلاثمائة مليون جنيه وقبض عمر سليمان ضحية ما تبقى حيث تقاسم ما تبقى من الكعكة مع اخية اركو سليمان ضحية أما نصيب مصطفى تيراب من هذه الكعكة اى مال السحت فقط خمسون مليون حيث قام يتسليمه عمر سليمان ضحية مما اثار غضب مصطفى تيراب فقام بكشف هذه المؤامرة الذى يحيكها مصطفى تيراب مع قوش منذ ان اتى الى الخرطوم ، لكن بعدظهور يحيى حسن نيل واركو سليمان ضحية وعمر سليمان ضحية تم تهميش مصطفى تيراب نسبة لدوره الضعيف على مستوى الميدان حيث على اعتمدت الحكومة المرتزقةالجدد فلا نامت اعين الجبناء ونحن فى حركة جيش تحرير السودان نطالب رئيس الحركة بان يتم فصل هؤلاء عاجلا ونحن براء منهم حركة تحرير السودان - قطرحرر بتاريخ 12/09/2008م

الأربعاء، 10 سبتمبر 2008



بيان من حركة/جيش تحرير السودان – قيادة الوحدة – مكتب القائد علي كاربينو الأراضي المحررة
قامت حكومة المركز ومليشياتها الموالية لها بتنفيذ سلسلة جديدة من حلقات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والاعتقالات الانتقائية في إقليم دارفور التي ظل يعاني من أفعال وسياسات تنتهجها المركز منذ اندلاع الحرب في دارفور ضد المدنيين الأبرياء وحرق القرى والأرياف الآمنة ونهب ممتلكات المواطنين ، مما شكل منظر الإقليم إلي صورة يأنف الضمير الإنساني مشاهدته وحولتها إلي ساحة لم تصمد من صراخ الأطفال والنساء الأمر الذي يستوضح لنا إن الحكومة السودانية لا زالت ماضية في سياستها ونهجها المعروفة ب( سياسة الأرض المحروقة ) الذي لم يسلم منها احد في إقليم دارفور منذ اندلاع الحرب المطلية ، وقد شهدة الإقليم في هذه الأسبوع مجموعة من الانتهاكات التي شنتها الحكومة السودانية عبر قواتها المسلحة ومليشياتها الموالية لها في مناطق متفرقة من القرى والأرياف الواقعة في ( ولاية شمال دارفور ) والتي أسفرت عن مقتل عشرات من المواطنين وجرح العديد منهم جراء ما نفذته الحكومة السودانية ومليشياتها المعاونة لها ,
جماهير الشعب السوداني الوفي :
لن تقف الحركة الباسلة مكتوفة الأيدي وتدخلت بقوة ضاربة في مناطق شر ق الجبل لحماية المدنيين والأبرياء وانتصرت علي قوات الحكومة ودمرت أكثر من ستة عشر عربة لاندكروزر وتم اسر أكثر من ثمانون من جنود وضباط صف في القوات المسلحة وشرطة الاحتياطي المركزي وسنفيدكم بالتفاصيل وأسماء الأسري لاحقا .
المجد والخلود لجنود الثورة الأقوياء دوما
والعار علي كل المتخاذلين من بني وطني العزيز
وسنظل نختار الحرية والعدالة فوق إرادتنا
حركة/جيش تحرير السودان – قيادة الوحدة
مكتب القائد / علي كاربينو
الأراضي المحررة

الجيش السوداني: نطارد عصابات.. وبرنامج الغذاء العالمي يهدد بإيقاف عملياته
واشنطن: الخرطوم: «الشرق الأوسط»
أكدت مصادر مختلفة وقوع معارك حامية، في مناطق شمال دارفور بغرب السودان، استخدم فيها الجيش السوداني الطائرات والاسلحة الثقيلة، لكن ناطقا بالقوات السودانية نفى وقوع أية عمليات ضد الحركات المسلحة، لكنه أكد انه يقوم بعمليات ضد عصابات نهب مسلح. وهدد برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة إنه سيكون مضطراً لإيقاف جميع عملياته في الاقليم بعد ان تكررت الهجمات ضد قوافل الشاحنات التي توزع المواد الغذائية لنحو 3 ملايين شخص في الاقليم، مشيرا الى تعرض نحو مائة شاحنة للهجوم، واختفاء 70 في حين اعتبر ان 43 من السائقين في عداد المفقودين. وحذر البرنامج الاممي من حدوث مجاعة و«فجوة غذائية» خلال هذا الشهر في دارفور بعد ان تنفد المواد الغذائية التي توفرت من حصاد الموسم الماضي.

وحسب مصادر عسكرية فان القوات الحكومية السودانية سيطرت أمس على 3 مدن في منطقة جبل مرة في شمال دارفور بعد يومين من المعارك. وقال سعيد ابراهيم الهيلو وهو قائد في فصيل من جبهة تحرير السودان يقوده عبد الواحد محمد نور ان «الحكومة موجودة الان في بيرمزة شمال دارفور». واضاف في تصريحات ان المعارك التي بدأت السبت توقفت كذلك حول بلدة طويلة التي تسيطر عليها الان القوات النظامية.

من جهته نفى الجيش السوداني مجددا بانه يقوم بعمليات عسكرية ضد الحركات في دارفور، لكنه قال في بيان امس انه قام «بتنظيف منطقتي تارني والعرديبات العشرة شرق جبال مرة في شمال دارفور من لصوص كانوا يتخذون من المنطقتين، وكرا لممارسة انشطتهم الخاصة بقطع الطرق ونهب قوافل الاغاثة». من جهة أخرى، حذر برنامج الأغذية العالمي من أنه سيعلق عمليات توزيع المعونات الغذائية في دارفور اذا لم يتحسن الوضع الأمني في المنطقة. وقال في بيان «الهجمات ضد قوافل الشاحنات أدت الى اختفاء 70 شاحنة واعتبر 43 من السائقين في عداد المفقودين». وحذر ايضا من «فجوة غذائية» خلال هذا الشهر في دارفور بعد ان تنفد المواد الغذائية التي توفرت من حصاد الموسم الماضي. واوضحت مصادر الامم المتحدة ان حوالي 3 ملايين من اللاجئين والنازحين ظلوا يستفيدون شهرياً من المساعدات التي يقدمها البرنامج. ووصف مسؤول في البرنامج الهجمات بانها «قاسية» بيد ان المصدر لم يتهم صراحة جهة بعينها، لكن وردت اشارات واضحة حول وقوف الحركات المسلحة وراء هذه العمليات. وقال المصدر إن 100 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، تعرضت للسطو منذ بداية السنة الحالي

الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

بكين نصحت الخرطوم بالتعامل مع المحكمة وعدم انتظار «الفيتو»



أوكامبو يدرس مع مدير «انتربول» توقيف هارون وكوشيب
وكالات - الخرطوم - النور أحمد النور-الحياة
كشفت تقارير في الخرطوم أمس أن المبعوث الصيني إلى السودان لوي جين نصح المسؤولين السودانيين بالتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية التي تدرس طلباً من المدعي العام بتوقيف الرئيس عمر البشير لاتهامه بارتكاب «جرائم حرب وإبادة جماعية» في دارفور. وطالبهم بعدم التعويل على استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
لكن بكين وعدت بإجراء اتصالات مع دول أوروبية مؤثرة تربطها بها صلات جيدة، خصوصاً فرنسا التي تتبنى موقفاً متشدداً في قضية المحكمة الجنائية، لتليين مواقفها وإقناعها بعدم تعطيل اقتراحات أمام مجلس الأمن بتعليق تحركات المحكمة لتوقيف البشير.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أمس إن القيادة الصينية ستكثف اتصالاتها مع الحكومة الفرنسية، خصوصاً أن الأخيرة طرحت اقتراحات لتسوية طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو توقيف البشير أبلغتها لوزير الخارجية دينق ألور خلال زيارته باريس أخيراً، لكن تلك الاقتراحات لم تجد ترحيباً من الرئاسة السودانية.
وناقش نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه مع مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الأفريقية بروتو غوبير الذي يزور الخرطوم حالياً تطورات أزمة دارفور وجهود تسويتها، وتحركات المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف البشير.
وقال مسؤول الشؤون الأميركية في الخارجية السودانية عبدالباسط بدوي السنوسي إن غوبير أجرى محادثات مماثلة مع مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع ومستشاره الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ووزير الخارجية ركزت على التشاور في شأن تسريع تسوية أزمة دارفور و «إحراز تقدم يضمن استقرار البلاد».
وأضاف أن المبعوث الفرنسي نقل إلى المسؤولين رسالة فحواها أن باريس تريد أن تتعامل مع السودان من أجل إحراز تقدم في عملية سلام دارفور، والتوصل إلى تفاهم في شأن تعامل الخرطوم مع المحكمة الجنائية الدولية والتطورات المحتملة في هذا الشأن.
ويُنتظر أن يدرس أوكامبو اليوم مع الأمين العام للشرطة الدولية «إنتربول» روناد نوبل في مدينة ليون الفرنسية، العلاقة بين المؤسستين وسبل التعاون بينهما. وبحسب موقع المحكمة الدولية، فإن أجندة الاجتماع تتضمن تبادل المعلومات عن سبل تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة من المحكمة بحق كل من وزير الدولة للشؤون الإنسانية السوداني أحمد هارون، والقيادي في «قوات الدفاع الشعبي» علي كوشيب المتهمين بارتكاب «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور»، وزعيم متمردى حركة «جيش الرب» الأوغندية جوزيف كوني الذى يتنقل على الحدود السودانية - الكونغولية.
من جهة أخرى، قال الرئيس الرواندي بول كاغامي إنه لا يستبعد سحب الوحدة العسكرية لبلاده من إقليم دارفور في حال إطلاق ملاحقة قضائية ضد القائد المساعد للقوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور «يوناميد» الجنرال الرواندي كارينزي كاراك المتهم بارتكاب جرائم حرب في بلاده.
وقال كاغامي: «إذا استمر المجتمع الدولي في اتهام عدد من ضباط الجيش الرواندي بصفة عامة، فأنا لا أرى أي سبب لبقاء الوحدات الرواندية» البالغ عديدها ثلاثة آلاف جندي. وورد إسم الجنرال كاراك ضمن لائحة تضم 40 عسكرياً رواندياً مستهدفين بمذكرات اعتقال دولية أصدرها القاضي الإسباني فيرناندو أندرو ميريليس في شباط (فبراير) 2007 بتهمة «المسؤولية عن جرائم فظيعة مرتكبة ضد مدنيين محليين وأجانب».
واعتبر كاغامي في مقابلة أجرتها معه إذاعة محلية أمس أن «هذا الإتهام الموجه إلى الجنرال كارينزي لا يسعى إلا إلى تشويه صورة الجيش الرواندي». واعتبر «هذا الموقف المتخذ من قبل قضاة غربيين أمراً مرفوضاً».
على صعيد آخر، انتحر جندي من جنوب أفريقيا يعمل ضمن «يوناميد» في دارفور بإطلاق الرصاص على نفسه. وقالت القوة في بيان أمس إن سيدني ميلفن وليامز (40 عاماً) أطلق الرصاص على نفسه الأربعاء الماضي، «ولم تتضح الظروف والملابسات التي دفعته إلى ذلك».

الاثنين، 1 سبتمبر 2008

"اتحاد المحامين العرب": مَن لضحايا دارفور؟!!




بقلم: د. عبد الحميد الأنصاري

عقب الاتهامات الموجهة للرئيس السوداني عمر البشير، قام نقيب اتحاد المحامين العرب، سامح عاشور بترؤس وفد من الاتحاد، وطاروا مسرعين إلى الخرطوم حيث قابلوا البشير وأعلنوا "تضامن المحامين العرب مع السودان لمواجهة المخطط الذي يستهدف الشعوب العربية"، وأعرب النقيب عن استعداد الاتحاد لتفنيد الاتهامات وإبطالها، وذلك لمخالفتها للمواثيق والمعاهدات الدولية. وقال "اتحاد المحامين العرب" إن موقف المحكمة الدولية يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القيم والأعراف ومبادئ القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان، وإن ما يجري دليل قاطع على تدهور مؤسسات المجتمع الدولي بسبب سيطرة أميركا عليها!



هذا الموقف ليس بمستغرب، لا من قبل الاتحاد ولا من نقيبه، وليس ذلك بأول موقف مستغرب منهما، فتاريخهما حافل بالغرائب والعجائب، فقبل سنتين، هرولت الأمانة العامة للاتحاد إلى دمشق وعقدت مؤتمراً تحت شعار "مساندة سوريا واجب قومي" ضد لجنة التحقيق الدولية المشكلة بقرار مجلس الأمن 1559 في مقتل الحريري ورفاقه. اجتمع المحامون في مؤتمر حاشد واستمعوا للرئيس الأسد الذي قال: "إن سيادتنا فوق مجلس الأمن"، ووسط الهتاف والتصفيق، وقف أحد المحامين ليقول للأسد إنه جمال عبد الناصر هذا القرن! ثم قام النقيب عاشور ليضرب بقبضته المنصة صارخاً: "حتى لو وافق الزعماء العرب على لقاء الأسد مع لجنة التحقيق، فإن المحامين لن يسمحوا بذلك، وسيمنعونه بالقوة، لأن كرامتهم من كرامته". ويندمج عاشور في مسرحيته وينتفض مستهجناً محاكمة صدام حسين داعياً العرب إلى قطع علاقاتهم ببغداد "المحتلة"، ومطالباً بتملك السلاح النووي!



ولماذا نذهب بعيداً، فبالأمس دخلت اتحادات ونقابات المحامين في كل من مصر والأردن في سباق محموم للدفاع عن صدام حسين، وجنّدت نقابة المحامين الأردنية 1500 محام لمساندة هيئة الدفاع عنه، وصرح نقيبها غداة سقوط صدام في يد التحالف، بأن النقابة "تعتبر الرئيس صدام حسين قائد المقاومة لتحرير جزء عزيز من الوطن العربي من العصابة الأميركية، وإنه لا زال رئيساً للعراق، ويظل محصناً من المساءلة الجزائية بحكم دستور العراق والقوانين الدولية".







وتألفت هيئات ولجان للدفاع عن صدام، تطوع في بعضها محامون ووزراء عدل سابقون وشخصيات عربية وعالمية، مثل الفرنسي "رولان دوما" والماليزي "مهاتير" والجزائري "ابن بلّة" والأميركي "كلارك" والقطري "النعيمي"، وانضمت إليها "عائشة القذافي" والمحامية السعودية "ريم الجيب". وعندما أعدم صدام، تسابق هؤلاء لإقامة مؤتمرات تأبين في "فقيد الأمة" للإشادة بمناقبه وتعداد منجزاته!



ما يقال -اليوم- من حجج ومسوّغات، دفاعاً عن البشير وسياساته، قد قيل بالأمس دفاعاً عن صدام ومغامراته، فلم تغن عنه شيئاً. يكررون نفس الحجج المحفوظة مثل: تسييس معايير العدالة، والكيل بمكيالين، والعدالة المتحيزة ضد العرب، والانتقائية، وخدمة المخططات الأميركية... إلى آخر تلك الاتهامات التي عبر عنها قارئ في "الاتحاد" بقوله: "فأي عدالة دولية هذه التي تحاسب على أزمة داخلية في دارفور عمرها أقل من 5 سنوات بينما تواصل سياسة التعامي عن أشنع الجرائم في فلسطين وعمرها 50 عاماً؟!".



من حق هؤلاء أن يدافعوا عن البشير كما دافعوا عن صدام، ومن حقهم أن يطالبوا بوحدانية المعايير الجنائية الدولية، وتطبيقها على كل من يشتبه في ارتكابه لجرائم مماثلة، كما يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم... لكن ما يحاول أن يتجاهله هؤلاء -دائماً- هم الضحايا!



لن نسمع صوتاً من اتحادات المحامين التي جندت نفسها للدفاع عن الرؤساء المتهمين، يساند الضعفاء المهمشين! صدام لم يكن بحاجة إلى جيش من المحامين للدفاع عنه، وكذلك البشير ليس بحاجة إلى اتحاد المحامين العرب للدفاع عنه، لكن ضحايا دارفور والملايين من المسحوقين هم الأحوج إلى مساندة قانونية من قبل جمهرة المحامين.



تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 300 ألف شخص قضوا في دارفور، وفرّ مليونا شخص من ديارهم بعد أن دمرت قراهم على أيدي ميليشيات الجنجويد العربية المدعومة من السودان. من لهؤلاء؟ من للأرامل؟ من لليتامى؟ من للمشردين؟ كل هؤلاء الضحايا مسلمون، وكل ذنبهم أنهم ليسوا عرباً من جنس حكامهم! وإذا لم يجدوا سنداً ممن يفترض فيهم حماية الحق ونُصرة الضعيف، فبمن يلوذون ويستجيرون؟ وهل يُلام المجتمع الدولي إذا تدخل لمد يد العون؟ خمس سنوات دامية وأبناء دارفور يتساقطون ويُشردون وتنقل الفضائيات مشاهد مروعة تفجع قلوب العالم وتدمي ضمائره، إلا الضمير العربي الذي كان في إجازة، وإلا جامعتهم التي ظلت في غيبوبة، وإلا إعلامهم الذي تخاذل عن التغطية ونقل الحقائق، ولم يجرؤ العرب على تقديم نصيحة مخلصة للسودان بشأن دارفور تقيه مخاطر التدخل الدولي، تركوه يرتكب الخطأ تلو الخطأ، فيتورط أكثر فأكثر لتستغل المنظمات الدولية تلك الأخطاء، ولتضع الرئيس السوداني في قفص الاتهام، إذا لم يكن هذا نفاقاً فماذا يكون النفاق؟! لقد صدق شيخ الأزهر عندما قال: لولا النفاق العربي لأنقذت "الجامعة" الكويت من ظلم صدام. ويبدو أن العرب أمة لا تستفيد من دروس الماضي، وهاهم اليوم يكررون بفزعتهم للبشير على طريقة "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" نفس أخطاء الماضي، الفزعة الحقيقية للرئيس السوداني إنما تكون بالمصارحة الحقيقية والصادقة لاتخاذ سياسات مغايرة تواسي المحزون وتداوي الجريح وتؤمّن المفزوع وتؤوي المشرد وتحقق المصالحة الداخلية الشاملة وتقتص من الذين أجرموا وتعوّض المتضررين، تلك مسؤولية السودان -أساساً- كما هي مسؤولية كل العرب، فجرح دارفور النازف رمز عار لكل العرب.



إن مواقف اتحادات المحامين، تثير الأسى في النفوس، والمرارات في القلوب، عندما تتحول منظمات حقوقية هي معاقل للدفاع عن الحريات ونصرة الضعفاء إلى معاقل خانقة للحريات وقامعة للفكر ومناصرة للأقوياء الظلمة.



أين كانت تلك الاتحادات من المقابر الجماعية؟ ومن مجازر دارفور؟ ومن الإبادة الجماعية في حلبجة والجنوب العراقي؟ لماذا يعلو صياحهم، وتظهر عنترياتهم ضد أميركا بحجة "أبوغريب" و"جوانتانامو" وتخرس ألسنتهم لما يحصل في سجون ومعتقلات بلادهم ولما حصل للمئات من البشر ذهبوا وراء الشمس؟!



بالأمس قلت إن فجيعتنا كبيرة بالمعارضة السياسية العربية -أملنا في غد أفضل- لأنها أسوأ من أنظمتنا، واليوم أقول إن فجيعتنا أكبر في منظمات المجتمع المدني وعلى رأسها نقابات المحامين!



يتهمون المجتمع الدولي بالكيل بمكيالين ونحن نكيل بعشرة مكاييل ومع مواطنينا! يتهمون المحكمة الدولية بالانحياز، ومحامونا هم الأكثر انحيازاً ضد المظلومين! يتهمون المنظمات الدولية بالعدالة المتحيزة، لكن متى استقامت العدالة في ديارنا؟! ويتهمون الغرب بالتسييس، وما يغفله اتحاد المحامين العرب هو التسييس بعينه!



أن تُجرم أميركا وإسرائيل فضد أعدائهما، لكننا نجرم في حق مواطنينا وفي حق بني جنسنا! ونريد أن يحترم المجتمع الدولي حججنا، وما نخدع إلا أنفسنا!

_________________________________________________________________






· ـ الدكتور/ عبد الحميد الأنصاري.

· ـ كاتب قطري متخصص في حقوق الإنسان والحوار الحضاري والفكر السياسي.

· ـ أستاذ السياسة الشرعية في كلية القانون بجامعة قطر.

· ـ عميد كلية الشريعة والقانون سابقاً بجامعة قطر.
300 ألف قتيل ومليونا نازح، دمرت قراهم على أيدي ميليشيات الجنجويد العربية... وكل ذنبهم أنهم ليسوا عرباً من جنس حكامهم! SOURCE: http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=38694