| « » أ» |
|
|
|
|
|
|
| « » أ» |
|
|
|
|
|
|
The African Women Development Communication Network (FEMNET) |
السودان: فشل اجتماع ثان بين البشير وسلفا كير
الحركة الشعبية تعتزم تقديم استجواب في البرلمان ضد وزيري الداخلية والعدل
ويتوقع ان تتقدم الحركة الشعبية بطلبين للبرلمان لاستجواب وزيرين في حكومة الرئيس البشير وهما: وزير الداخلية بشأن قيام الشرطة بتفتيش دور الحركة الشعبية في العاصمة دون اذنها في اطار حملة نفذتها لجمع السلاح غير المرخص، ووزير العدل حول «تأخير تقديم القوانين المتعلقة بالحريات الى البرلمان لاجازتها".
واعتبر المراقبون الخطوة بانها نقلت مواجهاتها مع شريكها الى البرلمان الذي بدا اعماله لدورة جديدة الاسبوع الماضي بخطاب من الرئيس البشير وجه فيه انتقادات لاذعة للحركة بشان تعليقها لنشاطها في الحكومة احتجاجا على ما تسميه تلكء المؤتمر الوطني في تنفقذ الاتفاق الذي انهى الحرب في الجنوب.
وقالت وكالة السودان للانباء الرسمية ان الرئيس عمر البشير اجتمع مع سلفاكير واكدا حرصهما على معالجة الازمة بينهما بالحوار البناء بما يفضي الى تعزيز الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتنفيذ اتفاق السلام، غير ان وزير شؤون رئاسة حكومة الجنوب الدكتور لوكا بيونق ذكر في تصريحات ان الاجتماع لم يخرج بأي جديد، وأضاف ان الطرفين ناقشا القضايا العالقة لكنهما لم يخرجا بأي جديد، وان كير غادر الى جوبا على ان يعود لمواصلة الاجتماعات مع البشير نهاية الاسبوع. وقال الامين العام للحركة مالك عقار في تصريحات صحافية ان للحركة قائمة بمطالب محددة دفعتها للرئيس، وأضاف «ما لم تنفذ لن نرجع»، وأوردت ان البشير وكير أبديا حرصاً على معالجة العلاقة بين الشريكين بالحوار وبما يفضي الى تعزيز الشراكة بين المؤتمر والحركة لتنفيذ اتفاق السلام. وقالت مصادر مأذونة بالحركة الشعبية لتحرير السودان ان كتلة نواب الحركة الشعبية بالهيئة التشريعية القومية ستتقدم للبرلمان بطلب لاستجواب وزير الداخلية الزبير بشير طه أمام البرلمان على خلفية حملات التفتيش التي طالت دور الحركة الشعبية بولاية الخرطوم في شهر سبتمبر الماضي.
وكشفت المصادر ان نواب الحركة الشعبية سيردون من خلال مداولات البرلمان في اليومين المقبلين على خطاب الرئيس البشير الذي ألقاه في فاتحة أعمال الدورة البرلمانية الجديدة يوم الثلاثاء الماضي والذي حمل فيه على الحركة، ونوهت في الخصوص الى ان كتلة نواب الحركة كانت قد تداولت في اجتماع اول من امس في دار الحركة خطاب الرئيس البشير وتطورات الأزمة السياسية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، وأبانت أن الاجتماع وجه انتقادات لخطاب الرئيس، وقالت ان الخطاب جاء خالياً من تناول القضايا الأساسية التي أدت الى الأزمة بين الشريكين وكذلك خلو الخطاب من الرؤية لحل قضية دارفور وإيجازه لقضية الشرق وتجاهله لاتفاق القاهرة. ورفض وزير العدل محمد علي المرضي مطالبة نواب الحركة الشعبية في البرلمان باستجوابه في البرلمان بشأن ما يعتبرونه تأخيرا في تقديم القوانين المتعلقة بالحريات الى البرلمان، وقال ان الاتهام له في هذا الخصوص «دلالة على الجهل بالجهات التي تقع عليها مسؤولية إعداد مشروعات القوانين». وقال المرضي للصحافيين ان وزارة العدل ليست مسؤولة، وأضاف «لو اطلع النائب المذكور على لائحة تنظيم أعمال مجلس الوزراء لعام 2005 لما تكبد مشقة اطلاق الاتهامات بلا سند»، وأضاف «سبق ان اوضحت ذلك للمجلس الوطني».
وفي سياق الازمة بين الشريكين قال مستشار الرئيس ورئيس اللجنة السياسية لحزب المؤتمر الوطني مصطفى عثمان إسماعيل ان حزبه يسير في اتجاه التهدئة للازمة، وكشف ان مقترحات وأفكارا، لم يفصلها، يتم تداولها في الحزب. ورفض اسماعيل اللجوء الى جهات خارجية في الوقت الراهن للتدخل في الازمة، وأضاف ان اللجنة السياسية للحزب شددت على استمرارية الاجتماعات على المستوى الرئاسي بوصفها القناة لمعالجة الأزمة.
من ناحية اخرى، اعترف مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق صلاح عبد الله قوش، ان بلاده تتمتع بعلاقات ممتازة بنحو 57 من الاجهزة المخابراتية في العالم بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وايران واسبانيا، وان العديد من ضباط الجهاز يتلقون دورات تدريبية فى تلك البلدان. وكشف قوش الموصوف برجل الانقاذ الأقوى ان الصلات المخابراتية المتينة بأجهزة الـFBI وCIA اضافة الى البنتاغون حالت دون اتخاذ مواقف وإجراءات مدمرة ضد السودان.
وقال مدير جهاز الامن السوداني في تصريحات ان التعاون الاستخباراتي السوداني مع اميركا كان له ثمنه، واضاف «ندرك ان التعاون كان له ثمن»، ومضى الى القول بان الثمن لم يكن خسارة الرأي العام الاسلامي في السودان، غير انه تحدث عن وجود خلافات بين بلاده والـ(CIA ) حول مكافحة الارهاب.
حركة تحرير السودان ـ قيادة الوحدة
ملف التفاوض والعمل الخارجي
حول عدم مشاركة قيادة الوحدة في إجتماعات سرت.
بالإشارة إلى القرار التنظيمي بعدم المشاركة في إجتماعات سرت اليوم 27 أكتوبر 2007 تحت رعاية الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي ودول المبادرة الإقليمية التي تستضيفها الجماهيرية العربية الليبية العظمي، نود توضيح الآتي:
1. سبق وإن طلبنا من الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي بملتقي أروشا في أوائل أغسطس المنصرم، إتاحة الفرصة للحركات الدارفورية للتشاور حول وفد وموقف تفاوضي موحد. وهو الأمر الذي لم يتوفر حتى هذه اللحظة، ونوهنا لمخاطره في بيان سابق بتاريخ 8 أكتوبر 2007. وبما أن للمشاركة في أي مفاوضات خصائص ومعايير، غير أنها في حالتنا هذه بقيت غير واضحة. وبناءاً عليه؛ ما عاد من المنطقي ولا المفيد حضور إجتماع بهذا الشكل، لم تتوفر فيه المقومات الأساسية.
2. لقد كانت قيادة الوحدة في حالة إجتماع مستمر عندما حدد الطرفين المنسقين (الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي) تاريخ ومكان الإجتماع. وقد طلبنا حينها التأجيل، غير أنهم لم يعيروا طلبنا هذا إهتماماً.
3. للأسباب المذكورة عاليه، وتجاهل طلب التأجيل، رأينا أنه لا جدوى من الذهاب لأي إجتماع دون حسم للقضايا المتعلقة بالتمثيل والرؤى والمواقف الداخلية والوصول إلى حد أدنى من التفاهم حول ما نريد فعله.
4. هذا الموقف يعبر عن حركة تحرير السودان ـ قيادة الوحدة قبل أن يتصادف توافقه مع مواقف آخرين.
وأخيراً لا يفوتنا أن نؤكد عن عميق تقديرنا للقائد الأممي الزعيم معمر القذافي ورؤساء دول المبادرة الإقليمية رئيس دولة إرتريا أسياس أفورقي، ورئيس جمهورية تشاد إدريس دبيي لجهودهم المخلصة لحل قضايا دارفور وقضايا السودان الكبرى. ونثمن في ذات الوقت جهود الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي.
مرة أخرى نؤكد أن موقفنا من إجتماعات سرت أملته ظروف موضوعية داخلية بالتنظيم، ولاعلاقة له بأي مقاطعة للجماهيرية، أو القائمين على أمر هذا الإجتماع. وهو موقف أصيل وأساسي لقيادة الوحدة ولا رابط بينه وبين مواقف الآخرين، وإن بدا ذلك، فهو محض صدفة.
الكفـاح الثـوري مستمـر والنصـر للجمـاهير،،
د. شريف عبدالله حرير
مسئول ملف التفاوض والعمل الخارجي
27 أكتوبر 2007
©
دارفور.. ماذا يجري على يسار العالم العربي؟! دارفور.. التاريخ والقبائل والجنجاويد | |
محمد جمال عرفة ** |
|
يقع إقليم دارفور في أقصى غرب السودان، وتشكل حدوده الغربية الحدود السياسية للسودان في تلك الجهة مع ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد، وتسكنه عرقيات إفريقية وعربية؛ من أهمها "الفور" التي جاءت تسمية الإقليم منها، و"الزغاوة"، و"المساليت"، وقبائل "البقارة" و"الرزيقات". وتمتد جذور بعض هذه المجموعات السكانية إلى دول الجوار، خاصة تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وكانت دارفور في السابق مملكة إسلامية مستقلة تَعاقب على حكمها عدد من السلاطين، كان آخرهم السلطان علي دينار، وكان للإقليم عملته الخاصة وعلَمه، ويحكم في ظل حكومة فيدرالية يحكم فيها زعماء القبائل مناطقهم، وكانت هذه الفيدراليات مستقلة تماما حتى سقطت في الحقبة التركية.
وقد اتجه أهل دارفور خلال الحكم التركي الذي استمر نحو 10 سنوات لأسلوب المقاومة، وشكل الأمراء والأعيان حكومات ظل كانت مسئولة عن قيادة جيش دارفور الموحد الذي كان يشن عمليات المقاومة ضد الجيش التركي. كما شهد الإقليم عدة ثورات؛ من أشهرها ثورة السلطان هارون التي دحرها غردون باشا عام 1877، وثورة مادبو بمدينة الضعين، وثورة البقارة. وعند اندلاع الثورة المهدية سارع الأمراء والزعماء لمبايعة المهدي ومناصرته حتى نالت استقلالها مجددا.
ولم يدم استقلال الإقليم طويلا؛ حيث سقط مجدداً تحت حكم المهدية عام 1884 الذي وجد مقاومة عنيفة حتى سقطت المهدية عام 1898، فعاد السلطان علي دينار ليحكم دارفور.
وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى أيد سلطان دارفور تركيا التي كانت تمثل مركز الخلافة الإسلامية؛ الأمر الذي أغضب حاكم عام السودان، وأشعل العداء بين السلطنة والسلطة المركزية، والذي كانت نتيجته الإطاحة بسلطنة دارفور وضمها للسودان عام 1917.
وقد تأثر إقليم دارفور -كما يقول الكاتب مأمون الباقر- بالثقافة الإسلامية قبل دخول المستعمرين؛ فأقيمت المدارس الدينية لتعليم القرآن والشريعة الإسلامية، وتم إرسال العديد من أبناء الإقليم إلى الدراسة في الأزهر الشريف؛ حيث خصص "رواق دارفور" منذ تلك الفترة، كما كانت هناك نهضة ثقافية وفكرية ساهمت في تلاحم القبائل.
ومما يذكره التاريخ عن السلطان علي دينار أنه كان يكسو الكعبة المشرفة سنويا، ويوفر الغذاء لأعداد كبيرة من الحجاج فيما يعرف عند سكان الإقليم بـ"قدح السلطان علي دينار" أو "أبيار علي".
وقد مرت على إقليم دارفور الكثير من التطورات والتدخلات التي أثرت على اختلاف ثقافات المنطقة وتنوع أعراقه، خصوصا مع توطن قبائل من الرحل من غير سكان الإقليم، ومع ظهور الدول الأفريقية نتيجة التقسيم الجغرافي وتعاظم الصراعات المسلحة في المنطقة بدأت تظهر أنواع من الانعزال المكاني والانعزال الاجتماعي والانعزال الفكري.
وأصبح أكثر من 85% من الصراعات القبلية في السودان يدور في دارفور.. تلك المنطقة التي تمتد على مساحة 510 ألف كيلومتر، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 6 ملايين نسمة!
وساهم في تصاعد هذه الحروب والصراعات المسلحة عدة أمور إضافة إلى التركيبة القبلية التي تتحرك في فضائها الأحداث الدامية في الفاشر والجنينة وقولو وكرنوي؛ بحيث يمكن القول بأن ما حدث نتيجة أخطاء بشرية وتدخل خارجي.
فليس سرا أن إدخال السلاح بكميات كبيرة لهذه المنطقة الملتهبة في العديد من الصراعات الداخلية (لمواجهة حركة التمرد الجنوبية)، وفي الصراعات الخارجية (القتال في تشاد وأفريقيا الوسطى) أدى لانتشار تجارة السلاح في المنطقة.
ويروي الأستاذ جبر الله خمسين فضيلي في استطلاع لصحيفة "الحياة" السودانية -وهو محام من أبناء دارفور- رواية عن أول دفعة من السلاح دخلت دارفور بكميات كبيرة؛ حيث يقول: "الجبهة الوطنية التي كانت تقود المعارضة ضد حركة مايو بزعامة الرئيس جعفر نميري أدخلت كمية كبيرة من السلاح.. عندما كانت تعد لانتفاضة 2 يوليو 1976م.. وقد خزنت هذا السلاح في 20 حفرة بوادي هور على مسافة بضعة كيلومترات من بئر مواطن كباشي يدعى ود الفضل.. تقع في وادي هور.. هذا السلاح تسرب لدارفور عندما بدأ الحوار بين الجبهة والنظام حول المصالحة يومها.. ولتأكيد حسن نيتها وجديتها أهدت الجبهة الوطنية هذا السلاح للجيش وأرشدت على مكانه.. وبالفعل ذهبت قوة من الجيش -القيادة الغربية بالفاشر- لإحضار ذلك السلاح، ولكنها وجدت بعض الحفر أخليت، وأخذ منها السلاح، وذهب لأيادي المواطنين من أبناء دارفور.. وكانت هذه هي بداية انتشار السلاح في دارفور.
أما الدفعة الثانية من السلاح التي دخلت دارفور فقد جاءت مترتبة على النزاعات التشادية؛ حيث كانت دارفور مسرحا ومعبرا للسلاح بين الخصماء والجهات الداعمة لهم.. بل إن التداخل القبلي في المناطق الحدودية وعدم وجود موانع طبيعية للفصل بين البطون السودانية وغيرها شجع العديد من القبائل الحدودية المشتركة على العبور إلى داخل الأراضي السودانية لنصرة فروع القبيلة، والوقوف معها في صراعاتها ضد القبائل الأخرى.
ويقول مؤرخون سودانيون: إن تسليح المليشيات العربية من المسيرية والرزيقات منذ عام 1986م من قبل حكومة الصادق المهدي "بهدف مواجهة تمدد حركة جارانج"، واستمرار التسليح في عهد الرئيس البشير لمواجهة التمرد في جنوب السودان قد ساهم أيضا بصورة كبيرة في انفلات الأمن في دارفور.
القبائل في دارفور
تنقسم القبائل في دارفور إلى "مجموعات القبائل المستقرة" في المناطق الريفية مثل: "الفور" و"المساليت" و"الزغاوة"، و"الداجو" و"التنجر" و"التامة"، إضافة إلى "مجموعات القبائل الرحل" التي تتنقل من مكان لآخر، ووفدت للمنطقة مثل: "أبالة" و"زيلات" و"محاميد" و"مهريه" و"بني حسين" و"الرزيقات" و"المعالية". وغالبية سكان دارفور مسلمون "سنّة".
وغالبية القبائل المستقرة من الأفارقة، ويتكلمون لغات محلية بالإضافة للعربية، وبعضهم من العرب، أما غالبية قبائل الرحل فهم عرب ويتحدثون اللغة العربية، ومنهم أيضا أفارقة.
وقد عاش الرحل والمجموعات المستقرة وشبه الرعوية والمزارعون في دارفور في انسجام تام منذ قديم الزمان، وهناك علاقات مصاهرة بينهما، واعتادت مجموعات الرحل التنقل في فترات الجفاف إلى مناطق المزارعين بعد جني الثمار، وهذه العملية يتم تنظيمها في اتفاقيات محلية بين القبائل، وإن لم يخلُ الأمر -في أوقت الجفاف والتصحر- من بعض المناوشات المتكررة بين الرحل والمزارعين في نطاق ضيق، سرعان ما كان يجري حلها.
ولم يسمع أحد أن الاختلافات الإثنية والثقافية بين هذه المجتمعات التي تم استغلالها بصورة واسعة في هذا الصراع كان لها دور في أي خلافات بين مجموعتي القبائل المختلفة؛ حيث كان يتم حل النزاعات في مؤتمرات قبلية تنتهي بتوقيع اتفاقيات المصالحة بين أطراف النزاع، غير أن النزاعات والحروب القبلية اتسعت بصورة كبرى مع الوقت، وتشعب النزاع، وتدخلت أطراف دولية وإقليمية.
ففي 1989 اندلع نزاع عنيف بين الفور (أفارقة) والعرب، وتمت المصالحة في مؤتمر عقد في الفاشر؛ مما أخمد النزاع مؤقتا، ورعى اتفاقيةَ الفاشر -التي أنهت الصراع- الرئيسُ السوداني الحالي عمر البشير الذي كان قد تولى الحكم عام 1989 بعد انقلابه على النظام القائم في الخرطوم آنذاك.
كما اندلع صراع قبلي آخر بين العرب والمساليت في غرب دارفور بين عامي 1998-2001؛ مما أدى إلى لجوء كثير من المساليت إلى تشاد، ثم وقعت اتفاقية سلام محلية مع سلطان المساليت عاد بموجبها بعض اللاجئين فيما آثر البعض البقاء في تشاد.
لغز ميليشيا "الجنجاويد"
كلمة "جنجاويد" مكونة من ثلاثة مقاطع هي: "جن" بمعنى رجل، و"جاو" أو "جي" ويقصد بها أن هذا الرجل يحمل مدفعا رشاشا من نوع "جيم 3" المنتشر في دارفور بكثرة، و"ويد" ومعناها الجواد.. ومعنى الكلمة بالتالي هو: الرجل الذي يركب جوادا ويحمل مدفعا رشاشا.
وهؤلاء غالبا ما يلبسون ثيابا بيضاء مثل أهل السودان، ويركبون الخيل، ويهاجمون السكان والمتمردين معا في دارفور، وهناك روايات عن نهبهم أهالي دارفور، واستهدافهم قبيلة الزغاوة الأفريقية التي خرج منها أحد زعماء حركات التمرد في دارفور، وعن مطاردتهم في الوقت نفسه للمتمردين على حكومة الخرطوم.
وعلى حين تتهم حركات التمرد الثلاثة في دارفور ووكالات الإغاثة الدولية الجنجاويد بأنهم أعوان الحكومة وتابعوها، وأنهم عرب يشنون هجمات عنيفة على الأفارقة السود من قبائل الفور والمساليت والزغاوة.. تنفي الحكومة السودانية ذلك بشدة، وتقول: إنها لا ولاية لها عليهم، وإنهم يهاجمون قواتها أيضا.
وينسب إلى هذه الميليشيات أنها تقوم بعمليات قتل واغتصاب وتشويه ونهب وإحراق عشرات الآلاف من البيوت، وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص، ويقال: إن عددهم صغير جدا، ربما بضعة آلاف، لكنهم مسلحون تسليحا جيدا بالرشاشات ويركبون الخيل والجمال، وأن هدفهم من مهاجمة القبائل الأفريقية هو طردهم من بيوتهم، وإجبارهم على التخلي عن موارد المياه والمراعي المهمة للقبائل الرحل ذات الأصول العربية.
ويقال: إن الجنجاويد يعيشون على الرعي، وإنهم تعرضوا لضرر كبير بسبب التصحر الذي قلل من موارد المياه والمراعي في دارفور بشكل ضخم، وإنهم يهاجمون رجال القبائل الأفريقية؛ لأن منهم يخرج العدد الأكبر من مقاتلي حركات التمرد: جيش تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة اللتين تمثلان المجموعتين المتمردتين الرئيسيتين في دارفور، وإن هدفهم بالتالي هو القضاء على التمرد من خلال ضرب هذه القبائل.
تابع في الملف:
التاريخ والقبائل والجنجاويد في دارفور