الثلاثاء، 7 يوليو 2009

اول طائرة سودانية ليس التجميع كما التصنيع.

اول طائرة "سودانية!" : ليس التجميع كما التصنيع.
فاجاتنا وسائل اعلام النظام السوداني اليوم بميلاد اول طائرة سودانية كما اسموها , وهم يعنون بذلك او يوحون للمواطن البسيط ان الطائرة انما هي صناعة سودانية مائة بالمائة من اصغر مسمار الي اكبر قطعة فيها تماما , سودانية مائة بالمائة مثل الحلومر والخمرة والعراقي. ومثل ما اوهموا المواطن من قبل بان السودان صار صانعا للسيارات , واطلقوا عليها اسم "جياد", ولاحقا بانهم باتوا يناطحون الدول الكبري فس صناعة الاسلحة الخفيفة منها والثقيلة , فسوف لن يطول الزمن قليلا قبل ان نسمع بصاروخ عابر للقارات "سوداني 100%" ربما اسموها " بارقات1" علي غرار هذه الطويرة "صافات1".
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو ما القصد من وراء كل هذا اللهاث والركض وراء مثل هذه الفرقعات "الصناعية" لاليات تعثرت الدول الرائدة في الصناعة الحقة , وليس تجميعا, في الاستمرار فيها حتي ان شركات مثل برتش ايروسبيس البريطانية كادت ان تشهر افلاسها لولا اموال نفط الخليج الذين عقدوا معها صفقات لشراء طائرات منها انقذتها من الهاوية. وايضا تعثرت الايرباص وترنحت لولا اموال الخليج مرة اخري. ومن قبل حاولت مصر والسعودية وسوريا في انشاء شركة لتصنيع الاليات العسكرية فتمخض الجهد بانتاج طائرة هليكوبتر صغيرة اسموها جازيل وبعدها ام تقم للشراكة قائمة وانفض السامر. فهل السودان بلد الديون الخارجية وملايين الفقراء والنازحين والحروب الاهلية هي اقدر علي ما فشل فيه من هم اكثر منه مالا وتقنية وعلماءا؟ ام ان الامر لايعدو ان يكون محاولة للظهور بمظهر القوي لارهاب المحكمة الدولية واوكامبو وكل من يحاول المساس بحكومة الانقاذ والنيل من راسه. كما تفعل كوريا الشمالية بتفجيراتها النووية وصواريخها علها تثني الغرب واليابان وجارتها الجنوبية من التفكير في ايذائها.
وربما ارادت حكومة الانقاذ ايضا توفير طائرات للامتلاك الشخصي لكبار رجالاتها ونسائها ممن اتخمتهم اموال البترول حتي نُفاجا قريبا بان احد الوزراء او كبار كوادر الحزب قد غادر بطائرته الخاصة من طراز صافات 1 الي قريته لرفع الفاتحة او لحضور حفل عرس! فقد مل هؤلاء ركوب السيارات الفارهة والمصفحة ضد الرصاص فالجو اكثر امانا واقل غبارا ولا يعكر صفوه الغبش من المارة .!
هدي الله هذه الحكومة التي تهدر اموال البلاد في صناعات وتجميعات لاليات لا تهم السواد الاعظم من الشعب الذي لايجد ابناؤه مقاعد دراسية في جميع المراحل , ويكابد اهله كل صباح لهثا وراء لقمة العيش والمواصلات. ويموت غالبتهم من الامراض المتوطنة كالملاريا والبلهارسيا , ويفترش 90% من اهل دارفور والجنوب العراء نزوحا من ديارهم التي شردتهم منها طائرات الحكومة قصفا وحرقا. الاجدر بهذه الاموال ان تبني المستشفيات والجامعات وتستوجد وظائف للعاطلين عن العمل حتي صار خريجو كليات الطب يبيعون الموبايلات وملحقاتها علي ارصفة اسواق العاصمة والاقاليم.
لكن حكومة جاءت بكذبة "اذهب انت الي القصر وانا الي السجن" ستظل تكذب وتكذب حتي يصدقها الناس. فاليوم تصنيع لطائرات بدل القول بتجميعها ليس الا , وغدا ذهاب الي القمر ووضع اول سوداني عليها وبصاروخ سوداني . اليس والي جنوب دارفور من قبل قال لاحدي القبائل هناك بان يجدوا كوكبا اخر بذهبوا اليه؟ ربما كان يعني ما يقول !.
محمد احمد معاذ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق