الجمعة، 30 نوفمبر 2007

ايطاليا : خرائط الإنترنت تساعد نازحي إقليم دارفور

ة

ايطاليا : خرائط الإنترنت تساعد نازحي إقليم دارفور

روما - طلال سلامة الحياة - 30/11/07//

يلعب الإيطاليون دوراً طليعياً في المساهمة في إدارة المساعدات الإنسانية للنازحين في إقليم دارفور السوداني؛ وذلك بواسطة تكنولوجيا مسماة «ويب جيس» WebGIS، وهو مصطلح يختصر عبارة «ويب جيوغرافيك انفورميشن سيستمز» Web Geographic Information System ، ومعناها «نظام المعلومات الجغرافية عبر شبكة الويب». وتُقدّم هذه التقنية نظاماً من المعلومات الجغرافية عبر الشبكة العنكبوتية. وقد ابتكرها مركز «آي تي سي ايرست» ITC-irst للأبحاث العلمية والتكنولوجية في مدينة «تورينتو» شمال شرقي ايطاليا. وطور المعهد الإيطالي هذه التكنولوجيا، التي ترتكز الى نُظُم تشغيل الكومبيوتر المفتوحة المصدر، بالتعاون مع منظمة «انترسوس» Intersos الإنسانية غير الحكومية، وهي شريكة «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» في الأمم المتحدة.

بعد اجتيازه مرحلة تجريبية أولية، يتوافر هذا النظام حالياً على الإنترنت كي يخول الجميع متابعة الوضع في دارفور، وهي منطقة يصفها الخبراء بأنها «جحيم الأرض». وتسمح تكنولوجيا «ويب جيس» بمعرفة ما يحصل فعلياً على الأرض في الاقليم، في وقت شبه فوري، ما يساعد المراقبين على تنظيم المساعدات الإنسانية بصورة بسيطة ومركزة، من دون إضاعة الوقت والموارد. كما يستطيع المراقبون من خلالها مشاركة المعلومات مع المنظمات الإنسانية الموجودة هناك.

المساعدات الإنسانية في دارفور الغربية

تعتبر «انترسوس» من أكبر المنظمات الإنسانية الأوروبية، ومقرها الرئيسي في إيطاليا. أُسست عام 1992 بدعم من اتحاد النقابات الإيطالية، وبتكليف من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة؟ تتواجد هذه المنظمة منذ 2005 في دارفور للإشراف على متابعة الوضع الإنساني في أكثر من 500 قرية من دارفور الغربية، التي تساوي مساحتها مساحة فرنسا تقريباً. علاوة على مد يد العون، تتابع «انترسوس» تحركات اللاجئين بهدف إعادتهم الى منازلهم بأمان. وبين شهري تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2004 وتموز (يوليو) من عام 2005، تمكنت «انترسوس» من رسم خرائط القرى في دارفور الغربية، وهي عملية كانت مليئة بالمشاكل الأمنية وبالصعوبة في التنقل. وراهناً، يتنقل موظفو «انترسوس» من قرية الى أخرى لملء الاستبيانات الورقية تحتوي اسم القرية وموقعها الجغرافي العالمي على «نظام تحديد المواقع الشامل» («جي بي اس» GPS) والأوضاع العامة داخلها وخصائص سكانها وغيرها من المعلومات الحسّاسة. ثم تتم رقمنة البيانات الورقية قبل إرسالها الى مركز عمليات «انترسوس» في مدينة «غارزيلا». وهكذا، تمكن الباحثون الإيطاليون من إنشاء خرائط رقمية، اعتماداً على معالجة البيانات المرقمنة؛ لتكون قادرة على إبراز حال كل قرية من هذه القرى (هل هي مدمرة أم مهجورة أم مسكونة أم يقطنها الغجر؟)، ووجود اللاجئين داخل القرى وحال الخدمات العامة الأساسية في كل قرية (المدارس والمستشفيات وآبار المياه) وذلك بواسطة رموز بسيطة (كما الدوائر الملونة) نجدها في كل خريطة، فوق اسم كل قرية.

النظام المعلوماتي «ويب جيس»

يتكون نظام «ويب جيس» من برمجيات تسمح بإدارة المعلومات المتعلقة بالأراضي، ومعالجتها. وشجع الحجم الهائل من المعطيات التي جمعت عن إقليم دارفور المراقبين على استعمال هذه البرمجيات لإنشاء قاعدة بيانات مركزية، تتجدد على نحو متواصل، يمكن لأي كان الدخول إليها عبر الشبكة العنكبوتية. وتخوّل منصة «ويب جيس» المستعملين إجراء تحليل تفصيلي حول معطيات اللاجئين والنازحين والسيناريوات المستقبلية المحتملة في دارفور.

على سبيل المثال، يمكن استجواب منصة «ويب جيس» حول القرى التي تحتضن حالياً قبيلة ما، وما عدد سكانها وما هي تحركاتهم الأخيرة وما هي مواردهم المعيشية الراهنة. ومن اللافت في هذا الأمر أن البيانات يتم استعراضها بواسطة خرائط أو قوائم مفصلة. وتستند التكنولوجيا الإيطالية الى بيئة معلوماتية مفتوحة المصدر وذلك لتفادي مشاكل حقوق الملكية الفكرية، من جهة، وامكان نقل تطوير هذه التكنولوجيا بسهولة الى شركاء محليين، من جهة أخرى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق