الجمعة، 30 نوفمبر 2007

رسالة قيادات الحركات الي سلفاكير

السيد / النائب الأول لرئيس جمهورية السودان , و رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان , و رئيس حكومة جنوب السودان

السيد / نائب رئيس الحركة الشعبية و نائب رئيس حكومة جنوب السودان

السادة الضيوف

الرفاق الكرام

أحييكم بقيم جميع التحايا في جميع الأديان , ألا و هو السلام

بادئا ذي بدء , نزجي أسمى آيات الشكر و التجلة للحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة و شعبا , و نخص بالذكر السيد / الفريق أول سيلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس جمهورية السودان , رئيس الحركة الشعبية و رئيس حكومة جنوب السودان , و د. رياك مشار نائب رئيس الحركة الشعبية و نائب رئيس حكومة الجنوب , على ما قدموه لنا من كريم جود و إقامة و ضيافة بين ظهرانين أهلنا في الجنوب الحبيب , ولم نكن ضيوفا حللنا بينهم بل كانوا هم الضيوف و نحن أرباب المنزل , هذا المنزل الذي قامت أعمدته شامخة على تضحيات جسام قدمها ثوار الحركة الشعبية و بذلوا من أجلها النفس رخيصة بقيادة القائد الشهيد د. جون قرنق دي مبيور , و رفاقه الميامين الذي حملوا الراية عالية خفاقة من بعده متمسكين بالأهداف و المبادئ التي تواثقوا عليها نحو سودان جديد , تتحقق فيه المساواة , الديمقراطية , العدالة , و حقوق الإنسان دونما تمييز أو تهميش لأي من أبنائه .

وفرت لنا الحركة الشعبية لتحرير السودان فرصة طالما سعينا لها و طرقنا من أجلها أبوابا كثيرة من أبواب المجتمع الدولي و الإقليمي , فكانت الحركة الشعبية التي فتحت لنا ذراعيها , دون قيود أو شروط , او تدخلات في صميم ما أتينا من أجله , بل كانت كل إمكانياتها رهينة إشارة حاجتنا , ولم يكن ذلك إلا لتقاسُمنا مرارات تاريخ عريض من التهميش بكافة صوره , و روابط و أواصر تربط بيننا تمتد جذورها بعيدة في عمق التاريخ , و يوحد بيننا مصير مشترك ننظر الى غده بفارغ الصبر .

و نؤكد , إن الحركة الشعبية لتحرير السودان , قدمت ما يزيد عن واجبها تجاهنا , و لم تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في جميع إختياراتنا و مواقفنا السياسية , فكل مواقفنا , السابقة و اللاحقة , تقوم على إيماننا بعدالة قضيتنا , و أهداف و مبادئ ثورتنا .

لم تنطلق الثورة من دارفور إلا بعد أن بلغ السيل الزبى , و تعطلت لغة الحوار مع الأنظمة المركزية التى تعاقبت على حكم السودان , و إتفاقها جميعا على ظلم و تهميش المواطن السوداني , و تعمدها إيذاء شعب دارفور خاصة , الذي صبر على ظلمها المتعاقب له , فكانت الثورة من دارفور , قادها أبطال أشاوس , نترحم على أرواح الشهداء منهم , و ندعو بالشفاء للجريح منهم , ثورة زلزلت عرش حكومة المؤتمر الوطني , التي لم تجد نصرا في معركة عسكرية واحدة أمام ضربات ثوارنا الموجعة , فهربت من ملاقاتنا لتستفرد بنسائنا و أطفالنا و آبائنا في قراهم الآمنة و تنتهك حقوقهم و إنسانيتهم , فكان سلاحها الإغتصاب والإبادة الجماعية و حرق القرى و التهجير القسري الذي أفرز أسوأ كارثة إنسانية عرفها العصر الحديث .

لم يقف المجتمع الدولي متفرجا على ممارسات حكومة حزب المؤتمر الوطني في دارفور , أو من الأزمة الإنسانية التى عصفت بشعبنا , او إنتهاكات حقوق الإنسان في السودان عامة , و لم يتوانى أو يتأخر في أن يمد لنا يد العون لأن نلتقى مع رفاق نضالنا في جوبا بعد أن عانينا من التمزق و التشتت و التشظى منذ طامة إتفاقية أبوجا التي عمقت جراح السودان عامة , ودارفور خاصة.

نتقدم بجزيل شكرنا و عرفاننا للمجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة و الإتحاد الأفريقي على وقفاته الجادة , و أخص منها مجهوداته الدؤوبة و مساهماته المستمرة للدفع بالحركات المسلحة في دارفور لترتيب بيتها الداخلي و التوحد فيما بينها لما لذلك من أهمية قصوى في نجاح العملية السياسية .

لا يخفى علينا جميعا أهمية الوحدة و التماسك و ضم الصفوف في بلوغ الهدف الذي إنطلقت من أجله الثورة , و كذلك في التعجيل برفع المعاناة عن كاهل أهلنا النازحين و اللاجئين في معسكرات الذل و الهوان , و المشردين الذين تقطعت بهم سبل الحياة الكريمة في مختلف مدن السودان , فلا يزال شعبنا صابرا علي المعاناة و جحيمها , و ها نحن الآن نوعده صادقين بأن أمد معاناته لن يطول أكثر من ذلك , و سيعود قريبا إلي حواكيره و قراه و مدنه مرفوع الهامة , عالي الرأس شامخا , و سينعم يالسلم و العدل في وطن طالما ظلمه كثيرا , و بالرغم من أن الثورة المسلحة قد فُرضت علينا و لم تكن خيارنا , لم نتأخر قط في الجلوس الى موائد التفاوض التي جابت الكثير من دول القارة بحثا عن السلام العادل و الشامل و الدائم , فلم نجد غير التحايل و محاولة تمييع قضيتنا العادلة و المساومة في تعويضات أهلنا الفردية و الجماعية و كثير غير هذا , فلسنا دعاة حرب او عاملين لها , و السلام هدفنا الإستراتيجي , و لكن إن فرضت علينا الحرب فلن نتأخر لحظة في الدفاع عن شعبنا و صون كرامته و على الباغي فلتدر الدوائر .

حضرنا إلى جوبا و القناعة تملأ صدورنا بضرورة التوحد , إيمانا منا بأن في ذلك قوتنا و عزتنا , لم نبحث عن وحدة مرحلية للجلوس الى مائدة التفاوض , بل سعينا و تواثقنا على وحدة نهائية , لن تمزق عراها ملمات الدهر , و المضبات التى تعترض طريق الثورات , فكان

توحدنا و ميثاقنا مرآة إنعكست عليها صورة مكون دارفور الإجتماعي قاطبة , لترسم لوحة التماسك و التعاضد , و تلك هدية نسوقها لشعبنا الذي مزقت نسيجه أيادي حزب المؤتمر الوطني , و قسمته الي عرب و زرقة , و أهدرت مدخرات الوطن الإقتصادية في محاولة إشعال حرب أهلية بين مكونات شعب دارفور , فدربت و سلحت و مولت مليشيات الجنجويد , و لا يفوتنا هنا أن نؤكد أن القبائل ذات الأصول العربية , مكون أصيل من مكونات شعب دارفور, و نرفض تجريمهم جميعا بما جنت أيدي مليشيات الجنجويد الآثمة , برغم إيماننا المطلق بأنهم ضحية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يستخدمهم دروع بشرية له , ليحمى بهم نفسه و المطبلين له من غضبة أهل الهامش السوداني , و ليحمي سلطة مغتصبة من عموم الأمة السودانية , و ثروة يتنعمون بها في الوقت الذي تموت فيه الأمة السودانية من الفقر و الجوع و المرض .

لم تقف ألقابنا الرئاسية و القيادية عقبة أمام سبيل توحدنا , فخلعناها طائعين , و تنازلنا عنها مختارين , فكان أن تلاقينا نحن العشرة فصائل و الحركات التالية :

1- قيادات ميدانية من شمال دارفور – يرئس و فدها القائد د.صالح آدم إسحق

2- قيادات ميدانية من جنوب دارفور – بقيادة القائد / صديق عبد الكريم ( صديق مساليت )

3- قيادات ميدانية من جنوب و شرق دارفور – بقيادة القائد محمد على كلاي

4- حركة/ جيش تحرير السودان – بقيادة أحمد عبد الشافي

5- حركة / جيش تحرير السودان – بقيادة إبراهيم أحمد إبراهيم

6- حركة/جيش تحرير السودان – قيادة الوحدة – بقيادة القائد آدم بخيت

7- قيادات سياسية و عسكرية - بقيادة القائد الحاج يونس أبكر إنشقت عن حركة تحرير السودان قيادة القائد / خميس عبدالله أبكر

8- الجبهة الثورية السودانية – بقيادة الأستاذ موسى حسان موسى

9- حركة العدل و المساواة – القيادة الميدانية - بقيادة مهندس محمد صالح حربة

10 – حركة العدل و المساواة السودانية – بقيادة الأخ د. إدريس إبراهيم أزرق , الذي تواثقنا معه و أبدى إستعداده الكامل للتنازل عن الألقاب الرئاسية و القيادية و الإعتبارية , فور الإتفاق على الأسم , و على المبادئ و الأهداف و الوسائل المشتركة في نظام أساسي و هيكل تنظيمي واحد .

عملنا نحن العشرة فصائل وحركات التي تواثقت على التوحد فيما بينها , بجد و مسئولية , جنب الى جنب في لجان تعمل على ترتيب بيتنا الداخلي , ففرغنا من صياغة نظامنا الأساسي الذي سنحتكم إليه , و من إعداد لائحتنا التي ستضبط عملنا مستقبلا , و من إعداد رؤيتنا السياسية حول قضايا و طننا المأزوم , و لم تتبقى لنا غير بعض المسائل الإجرائية التي لن يستغرق حسمها تحت أسوأ الفروض , أيام لا تتعدى أصابع اليدين , لنعلن لكم و العالم أجمع عن ميلاد هيكلنا وربان سفينتنا , الذي سنبحر معه نحو شواطئ السودان الجديد .

نحيي جهود و صبر الإخوة في لجنة دارفور من الحركة الشعبية , و لولا تلك اللجنة لما كنا اليوم هنا لنحتفل , و أسمحوا لي أن أتوجه بشكر خاص للرفقاء د.أشير , و رمضان و جيمس كوك .

و أطمئن قائد قوى السودان الجديد , القائد الفريق أول سلفاكير ميارديت , و نائبه د. رياك مشار , و جميع الرفاق بالحركة الشعبية , بأن جهودهم التي بذلوها معنا , لم تضع سدي , او يحملها بحر الجبل الذي ظل أنيسا لنا , و شاهد على دأبنا و كدنا , و نعلن إلتزامنا أمامهم ليسمعه العالم أجمع , بأننا لن نختصم , و لن نقتتل مع رفاقنا الذين إختاروا التنسيق فيما بينهم في جبهة المقاومة المتحدة , أو مع أي قوة أو حركة مسلحة تؤمن بالثورة و إختارت طريق غير طريقنا , فالثورة تحتاج لنا جميعا , و سيظل إختيارهم محل تقدير و إحترام منا , و ستظل أبواب الحوار مشرعة و مفتوحة على مصراعيها بيننا , و سنمتد بالحوار ليشمل كل الرفاق الذين لم يتمكنوا من الحضور الى جوبا , و الى الرفاق الذين آثروا البقاء في تنظيماتهم , و الى كل من نلتقي معه في هدف واحد و مصير مشترك , و ندعو رفاقنا الذين وقعوا على إتفاقية أبوجا للخروج منها , و العودة الى حضن النضال جنبا الى جنب مع رفاقهم الذين رفضوها . و نطمئن أهلنا في كردفان الغرة , و نشد على أيادي رفاق الثورة منها و فيها , و نؤكد لهم بأنه ليس هناك ما يفرقنا , إذ يجمع بيننا ماضي و مصير مشترك , كما يسعدني أن أزف لكم بشرى مفاجأة , سنعلن لكم قبل مغادرتنا لمدينة جوبا عن تفاصيلها , ستوقف حمامات الدم في السودان عامة و في دارفور خاصة .

إن حزب المؤتمر الوطني , يتحمل المسئولية الكاملة , عن الدمار و الجرائم التي أُرتكبت بدارفور خاصة و السودان عامة , و عن الأزمات التي أدخلت الوطن في نفق مظلم , وعلى رأسها الأزمة الإنسانية لشعب دارفور , و عن سياساته التى قادت البلاد الي المحطة الأخيرة التي تسبق التفكك و الإنهيار , فلا سبيل أمامه غير الإلتزام بتنفيذ بنود إتفاقية السلام الموقعة بنيفاشا حرفيا , و الكف عن محاولات التنصل و الإلتفاف , و نعلن صراحة , وقوفنا و دعمنا غير المحدود للحركة الشعبية في كافة نضالاتها , و خاصة موقفها الأخير من أجل كافة الإستحقاقات المنصوص عليها في إتفاقية نيفاشا .

و إن الحركة الشعبية لتحرير السودان , أمام تحد عظيم , و ينتظرها دور نثق في أنها لن تعجز عن القيام به , خاصة و أنها تحت قيادة الفريق أول سيلفاكير ميارديت , و نائبه الدكتور رياك مشار , و نحملها المسئوليات التاريخية لقيادة هذه المرحلة , و توحيد قوى السودان الجديد و أهل الهامش السوداني , و العمل على دعوة هذه القوى لعقد مؤتمر لها .

و دمتم

ودامت نضالات قوى السودان الجديد

و السلام عليكم ورحمة الله

‏29‏/11‏/2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق