الثلاثاء، 27 مايو 2008

صحيفة الفايننشال تايمز:مخاوف من الحرب الاهلية في السودان شهود عيان: ان المتمردين دخلوا امدرمان بدون مقاومة وكان لديهم الوقت الكافي للتوقف والشرب وتناول العسل والموز وحتي الصلاة في مسجد قريب27.05.08 -
"صحيفة الفايننشال تايمز:مخاوف من الحرب الاهلية في السودان شهود عيان: ان المتمردين دخلوا امدرمان بدون مقاومة وكان لديهم الوقت الكافي للتوقف والشرب وتناول العسل والموز وحتي الصلاة في مسجد قريبلندن ـ القدس العربي : في افتتاحيتها حذرت صحيفة الفايننشال تايمز من مخاطر عودة الحرب الاهلية في السودان. وقالت ان جهود الدول الغربية لتعزيز السلام لم تعد ناجعة. وقالت انه قد مضت خمسة اعوام علي اندلاع النزاع في دارفور، وثلاثة اعوام علي اتفاق السلام بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان، فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية والمبادرات والتي تقابل بغياب الارادة من قبل حكومة السودان التي يتسيدها العرب. وقالت ان الاحداث الاخيرة تقدم مذاقا اوليا عما ستؤول اليه الاحداث. واشارت الي محاولة المتمردين في دارفور الهجوم علي العاصمة قائلة ان الهجوم الذي حاول فيه المتمردون السيطرة علي العاصمة التي تسبح علي بحر من الثروة الناجمة عن النفط، قد وضع العاصمة في مرمي الحرب واكد انها لم تعد منيعة عن الشقاء الذي تعيشه المناطق حولها، خاصة اذا غابت العملية السياسية الوطنية ذات الطابع الاجماعي. وفي تطور غير مرتبط بهجوم الخرطوم اندلعت مواجهات بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان في منطقة ابيي التي يضخ منها يوميا نصف القدرة الانتاجية من النفط السوداني التي تصل قدرته اليومية الي 500 الف برميل مما يعني ان الاتفاق الذي وقع عام 2005 للتشارك في السلطة عرضة للانهيار، وهو الذي اوقف لفترة حربا تدور في الجنوب منذ 21 عاما. واشارت ايضا الي مهاجمة 60 عاملا من عمال الامم المتحدة من جماعة غير معروفة يظهر ما تقول الصحيفة العقم الدولي. وقالت الصحيفة ان الجهود الغربية لانقاذ السودان غالبا ما نبعت من محاولات تتخذ طابع تخفيض مشاكل البلاد الي محاور يمكن السيطرة عليها ومن ثم معالجتها بطريقة تعزلها عن بعضها البعض. وقالت ان السياسة هذه غالبا ما تتأثر بجماعات الضغط القلقة علي ما يحدث في دارفور اكثر من الاعتماد علي اراء الخبراء. وقالت ان هذه المحاولات لعبت في صالح حكومة الخرطوم لتفريق واضعاف معارضيها، مشيرة الي ان السودان الآن فيه اربع قوي حفظ سلام لا تنسيق بينها فيما تضاعفت جماعات المعارضة الدارفورية. وانتقدت الصحيفة سياسة العصا والجزرة التي اتبعتها الدول الغربية لدفع حكومة السودان الي التعاون ولكنها لم تنجح اي الدول الغربية في متابعة جهودها. وقالت انه في غياب عملية سلام ناجعة فان الامل الان يأتي من الجنوب حيث من مصلحة الحركة التي بنت قوة عسكرية وسياسية لها الحفاظ علي السلام وجهودها للتوسط بين الجماعات الدارفورية لم تثمر بعد، وحالة نجاحها ستؤدي الي حرف مركز القوة للجماعات الهامشية مما يعني ان الحكومة السودانية قد تضطر للتراجع عن سياساتها حالة شعورها انها تخسر مركز القوة، ومن اجل الحفاظ علي بقائها فانها ستقبل باطار يعمل علي بناء مجتمع المساواة وتقدم فيه تنازلات. في سياق آخر حللت صحيفة واشنطن بوست ملامح النزاع في ابيي قائلة ان هناك مخاوف من اندلاع حرب اهلية في المدينة التي خلت من سكانها. وقالت ان اكثر من 100 الف من سكان المدينة، معظمهم عادوا اليها بعد اتفاق السلام بين الحكومة والحركة الشعبية. وقالت الصحيفة ان حكومة السودان لامت قوات الجنوب وحملتها مسؤولية الدمار الذي حل بالمدينة الا ان تقارير من الامم المتحدة وشهود العيان أفادت ان العملية هي جزء من محاولة الحكومة السودانية افراغ المدينة الغنية بالنفط والسيطرة عليها بالقوة. وتري الصحيفة ان الطرفين يتفقان علي نقطة واحدة وهي امكانية عودة سيناريو الحرب الاهلية التي ادت لمقتل مليوني شخص مما تصفه كأكثر الحروب دموية في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويري المحللون ان ابيي كانت المكان المرشح لبداية الحرب الاهلية خاصة ان وضعها لم يحسم في اتفاقات السلام وأجل وضعها ليحسم عبر استفتاء عام سيعقد عام 2011. وتتهم حكومة الجنوب الحكومة في الخرطوم بانها اتخذت من مناوشات شوارع ذريعة للقيام بحملة تجبر المؤيدين للانضمام للجنوب علي الرحيل قبل الاستفتاء. ومع ان العنف قد تراجع الا ان من قالت انهم دبلوماسيون غربيون قالوا ان الوضع لا يزال قابلا للاشتعال مما يفتح المجال امام سيناريو يقولون انه بوابات جهنم سيؤدي الي دفع عدد من جماعات المتمردين في دارفور وتشاد واوغندا والجنوب وربما الولايات المتحدة التي استثمرت كثيرا في اتفاقية عام 2005 ودعمت بشكل دائم حكومة الجنوب وزودتها بالسلاح، واشارت الي ما اسمته عامل الصين التي استثمرت كثيرا في نفط السودان. وقالت الصحيفة ان النزاع عادة ما يوصف بانه بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي ولكنه الآن عن النزاع علي السلطة وحول النخبة الحاكمة في الخرطوم التي ترفض المشاركة في السلطة. وفي الوقت الذي بدأت فيه جماعات دارفور بالتمرد عام 2003 فان حكومة الجنوب اخذت تتهم الحكومة بانها لم تف بوعودها خاصة حصتها في نفط ابيي التي وصلت عائداتها العام الماضي حوالي 529 مليون دولار. وفي نفس الوقت تتهم الحكومة الجنوبيين بانهم الذين بدأوا بالقصف العشوائي.وفي تقرير لها يوم الاحد قالت الصحيفة ان حكومة عمر البشير التي قامت وعبر عدسات التلفاز الرسمي بنقل صورة عن خسائر وهزيمة المتمردين اخفت وراء الاحتفال ومظاهر الانتصار نوعا من العصبية التي جاءت بعد نجاح متمردين من دارفور الوصول الي ام درمان. وقالت ان نجاح المتمردين الوصول لابواب العاصمة من منطقة تبعد 350 ميلا عنها اظهر ضعفا في القوي الامنية والعسكرية السودانية. ونقلت عن محللين وحتي مؤيدين للحكومة قولهم ان هناك فجوة في الامن السوداني الذي ادي الي الهجوم علي العاصمة التي تتسم بالهدوء في غالب الاحيان. ونقلت عن احد النواب قوله ان عددا من الجنود وقفوا علي الحياد عند وصول المتمردين او طلب منهم عدم القتال. وقالت ان المتمردين دخلوا المدينة بدون مقاومة وكان لديهم الوقت الكافي للتوقف والشرب وتناول العسل والموز وحتي الصلاة في مسجد قريب. ونقلت عن شهود عيان قولهم ان المتمردين كانوا يسألون الناس عن مكان يشترون منه الطعام. ولم يكن المتمردون يعرفون مكان القصر الرئاسي وكانوا في حالة من الضياع ومع انهم لم يصلوا الخرطوم الا انهم اقتربوا من دار الاذاعة الوطنية. ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله ان الهجوم كان احراجا للحكومة وان هناك خيانة او تآمرا تم علي اكثر من مستوي، منها دعم تلقاه المتمردون من داخل الجيش الذي يضم اعدادا كبيرة من مواطني دارفور. وحسب مسؤول امريكي فقد قامت الحكومة السودانية بعملية اعتقالات لقادة من الجيش قبل ايام من الهجوم وضمت 18 رائدا في الجيش وعميدا. وتقول مصادر ان الهجوم تم تمويله باسلحة من تشاد وصلت قيمتها 50 مليون دولار. وقالت جماعة العدل والمساواة التي يتزعمها خليل ابراهيم، الوزير السابق والذي انشق عن البشير عام 1999. ومن بين جماعات التمرد في دارفور فان جماعة ابراهيم تعتبر الاقوي ولكنها الاقل شعبية بين سكان دارفور. ويصف دبلوماسي غربي ابراهيم بقوله انه تروتسكي بالنسبة للبشير فالطبيب الذي دعم انقلاب عام 1989 وقاتل في الجنوب وبعد ان انفصل عن البشير نشر الكتاب الاسود عن الممارسات التي ارتكبت في دارفور. ويخشي النظام ان يؤدي الهجوم الي انقسام داخلي في داخل المؤسسة العسكرية. وفي الوقت الذي فرت عائلات تنتمي لعشيرة الزغاوة التي ينتمي لها ابراهيم من العاصمة هناك حديث عن اعتقالات واخبار غير مؤكدة عن اعدامات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق