الثلاثاء، 27 مايو 2008

متمردو دارفور يهددون الخرطوم مع تراجع الامل في السلامالخرطوم (رويترز) توعدت جماعة متمردة في دارفور يوم الاثنين بشن هجمات جديدة على الخرطوم ووسط السودان في الوقت الذي تشيع فيه مخاوف من احتمال تردي عملية السلام في الاقليم.جاء التهديد الذي وجهه فصيل الوحدة التابع لحركة تحرير السودان بعد بضعة أسابيع من اغارة جماعة حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور على العاصمة السودانية.ولم يتضح ما اذا كانت مجموعة حركة تحرير السودان-وحدة تملك القوة العسكرية الكافية لتنفيذ مثل هذا الهجوم.لكن اللهجة العدوانية للتهديد الموجه يوم الاثنين اعتبرت تراجعا كبيرا حيث أن حركة تحرير السودان-وحدة هي واحدة من جماعات المتمردين التي وافقت في وقت سابق على الاشتراك في محادثات سلام مع الحكومة السودانية.وقال محجوب حسين أحد المتحدثين باسم حركة تحرير السودان-وحدة في رسالة بالبريد الالكتروني "قررت الحركة.. تحويل كل عملياتها العسكرية الى وسط السودان."وأضاف "سوف تتعاون الحركة مع كل القوى الثورية في دارفور للهجوم على نظام الخرطوم والاطاحة (بالرئيس السوداني عمر حسن) البشير ونحن ندعو البشير الى مغادرة السودان."كما هدد حسين بعمليات انتقامية من قوات الامن التي قال انها اعتقلت وقتلت مواطنين من دارفور في أعقاب هجوم حركة العدل والمساواة. وتنفي الحكومة أنها تستهدف مواطنين من دارفور في التحقيقات التي تجريها بخصوص الغارة التي وقعت في العاشر من مايو ايار.وأضاف حسين قائلا ان حركة تحرير السودان-وحدة لن تشارك في أي مفاوضات الا اذا وجهت دعوة لحركة العدل والمساواة للمشاركة فيها وان الامم المتحدة ينبغي أن ترأس المحادثات رافضا الرئاسة الحالية التي يتولاها الاتحاد الافريقي. وقالت الخرطوم انها لن تتفاوض أبدا مع حركة العدل والمساواة بعد الهجوم.وفشلت اخر محاولة لجمع الاطراف المتحاربة في دارفور حول طاولة المفاوضات في أكتوبر تشرين الاول الماضي بعد أن قاطعت حركة العدل والمساواة وعبد الواحد محمد أحمد النور مؤسس حركة تحرير السودان الذي يتمتع بنفوذ كبير المحادثات التي عقدت في ليبيا.وحذر محللون من مخاوف خطيرة في الوقت الحالي على مستقبل عملية السلام برمتها.وقالت فابيين هارا من المجموعة الدولية لادارة الازمات وهي مركز للابحاث مقره نيويورك "كل شيء جرب في عملية السلام في دارفور فشل حتى الان. فشل اتفاق السلام في دارفور (المبرم عام 2006). فشل النقل (لعملية حفظ السلام) الى الامم المتحدة. والان هذه الجهود الرامية لاحياء عملية السلام لا تحقق نجاحا. ترك ذلك فراغا في عملية السلام على الارض."وقال متحدث باسم فريق الوساطة في عملية حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ان الضباط يواصلون الضغط من أجل عقد جولة محادثات جديدة بالرغم من أحدث بيان لجماعة حركة تحرير السودان-وحدة.وقالت جبهة القوة الثورية المتحدة وهي جماعة متمردة أخرى معظم أعضائها من العرب في بيان منفصل بالبريد الالكتروني تسلمته رويترز انها سوف تنسحب من مجموعة تضم خمسة فصائل تكونت في وقت سابق من العام الجاري للاشتراك في محادثات السلام.وقال الهادي ادم عجب الدور المتحدث باسم جبهة القوة الثورية المتحدة لرويترز ان أعضاء جماعته ما زالوا يرغبون في المشاركة في المحادثات.لكن الاعلان كان ضربة أخرى لمبعوثي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي الذين أمضوا شهورا يقنعون فصائل المتمردين الصغيرة بالاتحاد من أجل تسهيل المفاوضات.ويقول خبراء دوليون ان الصراع المستمر منذ خمسة أعوام في دارفور أدى الى مقتل 200 ألف شخص وتشريد 2.5 مليون اخرين من ديارهم بينما تقول الخرطوم ان القتلى عددهم عشرة الاف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق