الجمعة، 15 فبراير 2008

أهالي دار فوريرحبون بالقوة المختلطة الجديدة


اهالي دارفور سعداء بالقوة المختلطة الجديدة

مخيم ارداماتا (السودان) (رويترز) - اندفع اطفال دارفوريون يغطيهم التراب خلف مركبات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وهم يضحكون ويقلدون اشارات افراد الشرطة الفلبينية الجديدة التي تعبر عن السلام وحسن النوايا.

قال ضابط سابق من الاتحاد الافريقي كان يقوم بدورية "كان المعتاد ان يلقونا بالحجارة."

وتسلمت القوة المشتركة لحفظ السلام من بعثة الاتحاد الافريقي يوم 31 ديسمبر كانون الاول وكان الحكم الذي اصدره الالاف من اهالي دارفور هو انهم يقومون بعمل جيد بتنظيم دوريات متفاعلة ليلا ونهارا وباداء عملهم بنشاط.

ومع انهم لا يزالون اقل عددا بكثير من القوة التي سيبلغ عددها 26 الفا من الشرطة والجنود التي من المقرر ان تنتشر في النهاية في اكبر عملية لحفظ السلام تمولها الامم المتحدة فان التغيير لقي استقبالا طيبا.

وقالت المتحدثة باسم مخيم ارداماتا مريم عبد الله بخيت "كنا من قبل نرى السيارات تتحرك لكن لم نكن نلتقي بهم (الاتحاد الافريقي) ابدا. هناك فارق كبير وهم يقدمون لنا مساعدة كبيرة."

وقالت ان الدوريات الليلية الجديدة لقوة الامم المتحدة منعت الميليشيات المسماة بالجنجويد من القدوم الى مخيمات مثل ارداماتا في غرب دارفور ليلا واطلاق النار على الناس او ضربهم.

وقالت "يأتون (دورية الامم المتحدة والاتحاد الافريقي) احيانا في الليل وهم ( الجنجويد) يخافون منهم ولا يأتون."

وارسلت الفلبين 42 من افراد الشرطة المدنية الجدد الى البعثة وقاموا بدوريتهم الاولى يوم الاربعاء داخل المخيمات. كما نشرت ايضا قوة شرطة من بنجلاديش.

وتلقوا تحذيرا من الضابط المسؤول ليتأكدوا من وجود طريق للخروج خلال دورياتهم لان سكان المخيم قد يخطئون ويعتقدون انهم مهندسون صينيون الذين يرفضهم الكثيرون لانهم يعتقدون ان بكين تدعم حملة الخرطوم ضد المتمردين.

ورغم انهم يشعرون ببعض القلق فانهم لا يزالون يلقون بانفسهم في خضم المهمة بحماس ويلوحون لكل من يمرون بهم بسياراتهم ويحيون كل من يروه في الشوارع القذرة.

وبدلا من علامة رفع الابهام او كلمة "او كي" التي علمها موظفو المعونات التابعون لاكبر عملية اغاثة انسانية في العالم للاطفال في المخيمات علمهم الفلبينيون اشارة "السلام".

وكان كثير من اهالي دارفور ينظرون نظرة الشك الى الاتحاد الافريقي منذ توسطه في اتفاق السلام لعام 2006 الذي رفضه معظم الناس. واقترن ذلك بالعجز عن وقف الهجمات ضد المدنيين مما دفع الاشخاص المحبطين الى احراق قواعد الاتحاد الافريقي في عدد من المعسكرات.

لكن الكثير من افراد القوة المشتركة يعربون عن قلقهم من التوقعات الكبيرة لاهالي دارفور بانهم قادرون على حمايتهم. ومنذ رفع المتمردون ومعظمهم من غير العرب السلاح في اوائل عام 2003 متهمين حكومة الخرطوم باهمال اقليمهم اضطر 2.5 مليون شخص الى النزوح عن ديارهم ويقدر الخبراء عدد القتلى في الصراع بنحو 200 الف.

ولا تزال القوة تتكون من تسعة الاف جندي او هي بالكامل تقريبا نفس بعثة الاتحاد الافريقي القديمة مرتدية قبعات زرقاء جديدة. لكن انظمة الامم المتحدة وضعت موضع التطبيق وهناك نشاط متجدد حول المخيمات من جانب الجنود تحت قيادتهم الجديدة.

وقال منسق القوة الجديدة في مخيم ارداماتا ديمبو تراواللي "الناس لديهم توقعات كبيرة من القوة المختلطة مع انها لم تعمل الا من شهر واحد واسبوعين." وكان يعمل من قبل لدى الاتحاد الافريقي لكنه غير قبعته باخرى زرقاء.

وقال ان اهالي دارفور كانوا سعداء عندما تم اخذ المهمة من الاتحاد الافريقي لكنه اضاف ان قواته لن تستطيع حمايتهم بصورة كاملة ليلا حيث تقع معظم الهجمات الا بعد وصول وحدات الشرطة المسلحة.

وقال "فور وصول وحدات الشرطة التي تم تشكيلها فلن نقوم بالدوريات فقط وانما سنعيش مع النازحين في اماكن اقامتهم مع تقديم الحماية لهم." وسيكون للبعثة وجود دائم لمدة 24 ساعة في اليوم.

وكانت عملية انتشار القوة المختلطة طويلة ومرهقة. واستغرق الامر شهورا من الاقناع والتهديد والمحادثات حتى قبلت الخرطوم قوة مشتركة لحفظ السلام كحل وسط.

واستمرت المناقشات بعد ذلك حول قواعد العمليات وعدد القوات الافريقية التي ستكون جزءا من القوة. ووقعت الخرطوم يوم السبت في النهاية على قواعد العمليات للقوة الجديدة ومن المأمول ان تبدا قوات اضافية في الانتشار في الشهر القادم.

من اوفيرا مكدوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق