السبت، 16 فبراير 2008

حواء سليمان الجنجاوبد اخذوا كل شيئي


بلدة في دارفور ما زالت خالية بعد أسبوع من هجوم عليها :حواء سليمان : الجنجويد جاءوا وأخذوا كل شيء طعامنا وأثاثنا


بلدة في دارفور ما زالت خالية بعد أسبوع من هجوم عليها :حواء سليمان : الجنجويد جاءوا وأخذوا كل شيء طعامنا وأثاثنا

صليعة(السودان) من من اوفيرا مكدوم:لم يبق سوي 200 من نحو 25 ألفا هم سكان بلدة سوليا في منطقة دارفور بالسودان تكدسوا في مباني مدرسة بوسط البلدة بعد هجوم من جانب ميليشيات والجيش السوداني.
وأول أمس الخميس تمكن لاول مرة أشخاص من خارج البلدة من دخولها وكان أغلب المتبقين هناك من النساء كبار السن او اللائي يرعين أطفالا أو رجالا من كبار السن ممن لم يتمكنوا من الركض بعيدا كما فعل اخرون لتجنب القصف والميليشيات التي قامت بعمليات سلب ونهب وحرق وقتل. واستهدفت صليعة في اطار هجوم للجيش علي ثلاث بلدات لاستعادتها من حركة العدل والمساواة احد فصائل المتمردين في دارفور قبل نحو أسبوع. وكان بين الناجين حواء سليمان التي جف اللبن في ثدييها فلم تعد تجد ما تطعم به طفلها البالغ من العمر خمسة أشهر بعد أن أمضت اسبوعا تحت شجرة دون طعام في أعقاب الهجوم. وقالت الام البالغة من العمر 35 عاما التي لا تعرف مكان زوجها أو أي من ابنائها الستة الاخرين الجنجويد جاءوا وأخذوا كل شيء طعامنا وأثاثنا .
وكان القلق باديا علي وجهها المشرط بعلامات القبيلة التقليدية وهي تجاهد لتهدئة بكاء طفلها الجائع. وقالت انها عادت الخميس لانها سمعت ان عمال الاغاثة أحضروا طعاما. وقالت أمي مارتين المسؤولة بالامم المتحدة ان قافلة انسانية تابعة للمنظمة أحضرت الغذاء للمنطقة لاول مرة منذ منتصف كانون الاول (ديسمبر). وكانت المساعدات قد انقطعت عن نحو 160 الف شخص منذ ذلك الحين. وقال محمد عيسي عبد الله (75 عاما) المحني الظهر بسبب السن والمتكئ علي عصا فيما كانت ملابسه متسخة بالطين والتراب لم نستحم منذ اسبوع . وأضاف دفنت شقيقي بيدي .
وقال العديد من الناجين ان فردا واحدا علي الاقل من اسرهم قد قتل. وقتل عامل سوداني في اللجنة الدولية للهلال الاحمر في الهجوم علي سوليا. وتصف واشنطن أعمال العنف في دارفور بانها عمليات ابادة جماعية وهو تعبير ترفضه الخرطوم وتلقي المسؤولية علي الاعلام الغربي في تضخيم الصراع. وكان الهجوم هو الاكبر في عدة أشهر وتقول وكالات الاغاثة انه أضر بما بين 50 الفا و60 الف شخص أي أقل من 200 الف التي قدرها المتمردون من قبل. وقالت وكالة تابعة للامم المتحدة ان نحو 12 الف لاجئ فروا الي تشاد المجاورة. ويقول السكان ان 114 شخصا قتلوا في الهجمات لكن الجيش يصر علي أن بعضهم كان من المتمردين الذين يرتدون الزي المدني. وينفي السودان أي صلة بالميليشيات المعروفة محليا باسم الجنجويد والتي هاجمت البلدات الثلاث قبيل دخول القوات الحكومية. وقال سكان سوليا انهم رأوا ثلاث طائرات تحلق اثناء اغارة الميليشيات علي البلدة. وقالت العجوز مريم ابو عيسي واحدة فقط اطلقت قذائف ـ انطونوف بيضاء .
وهزمت حركة العدل والمساواة الجيش السوداني واستولت علي البلدة في أوائل كانون الاول (ديسمبر) لكن أحد السكان قال ان الحركة سمعت بالهجوم الوشيك قبل أيام من وقوعه فخرجت من البلدة. وقال عبد الله ابراهيم النور أحد شيوخ البلدة ان القصف والميليشيات قتلوا 32 شخصا. ودفن الكثيرون علي الفور لكن بعض الجثث لم يعثر عليها الا بعد خمسة أيام متعفنة تحت أشعة الشمس. وقال النور بعضها كان محترقا (من القصف) بحيث تعذر معرفة ما اذا كانت الجثة لرجل أو لامرأة . وقال ان الجيش وصل بعد يوم من هجوم رجال الميليشيات لكن احتاج لاربعة أيام ليسيطر علي عمليات النهب واخراجهم من البلدة، لكنه قال ان الجيش لم يتبادل اطلاق النار مع رجال الميليشيات. وقال النور ردا علي سؤال عن كيف شعر ان الجيش قصف البلدة أولا قبل أن يحضر لانقاذها من اللصوص المسلحين الحكومة تعطي بيمناها وتأخذ بيسراها .
لكن اللصوص لم يذهبوا بعيدا. خرج اربعة من شيوخ البلدة ليعرضوا علي مراسل رويترز موقع القصف لكنهم التقوا في طريقهم ببعض افراد الجنجويد ما زالوا يجوبون الصحراء شرقي البلدة. واخرج رجل يمتطي جوادا بندقيته فركض رجال سوليا في خطوط متعرجة حتي احتموا بجدار كوخ. وفي نهاية الامر وصلت قوات حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجيش السوداني وغادر رجال الميليشيات وهم يطلقون النار في الهواء. لكن هذه التجربة القصيرة كانت مؤشرا واضحا علي سبب احتماء القلة الباقية من سكان البلدة بمبني المدرسة في الميدان الرئيسي في وسط البلدة وعدم عودتهم الي ديارهم. وعلي الرغم من تقارير أولية عن أن البلدة برمتها قد احرقت اتضح ان بضع عشرات من المنازل فقط هي التي احترقت. لكن الجنجويد يواصلون النهب. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال لوزير دولة سوداني وزعيم ميليشيا متحالفة مع الحكومة اتهما بالمشاركة في جرائم حرب. ورفضت الخرطوم تسليم الرجلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق