الاثنين، 15 سبتمبر 2008

كشف مسؤول في الحكومة التشادية لـ«الشرق الأوسط» عن رصد حكومته لحشود ومعسكرات تدريب داخل السودان ضد إنجمينا. واعرب المسؤول عن قلق بلاده من تلك التطورات التي وصفها بالخطيرة على خلفية اتفاق اسمرة، عاصمة إريتريا، الذي رعته لجنة الاتصال الوزارية عن اتفاق داكار (السنغال) الاسبوع الماضي، ونفى وجود ترتيب لعقد لقاء مرتقب بين الرئيسين التشادي ادريس ديبي والسوداني عمر البشير، في وقت يبدأ وفد إريتري زيارة إلى كل من الخرطوم وإنجمينا لاحتواء الأزمة بينهما وبدء تنفيذ اتفاقية اسمرة ـ داكار. وأبلغ وزير الإعلام التشادي الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد حسين، لـ«الشرق الأوسط» ان حكومته لديها معلومات مؤكدة عن وجود معسكرات تدريب جديدة افتتحتها الحكومة السودانية للمتمردين ضد نظام الرئيس التشادي ادريس ديبي، وقال إن تلك الحشود تثير قلق انجمينا في جدية الحكومة السودانية تنفيذ اتفاق اسمرة الذي تم الاسبوع الماضي، واضاف «تخوفنا من اننا نوقع اتفاقاً ثم لا تلبث الخرطوم من شن هجوم جديد علينا.. لكن نأمل ان تعمل الحكومة السودانية معنا بحسن نوايا وصدق ونحن مستعدون للتطبيع» نافياً وجود ترتيب للقاء يجمع البشير وديبي في وقت قريب، وقال إن تلك التوقعات صدرت في اسمرة، مؤكداً ألا يؤثر قرار المحكمة الجنائية لملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير في علاقات البلدين، واضاف «مهما يكن القرار فاننا ملتزمون بتطبيق الاتفاق ولن يؤثر قرار لاهاي في علاقاتنا». من جانبه أكد السفير التشادي لدى الولايات المتحدة، محمود ادم بشير، لـ«الشرق الأوسط» عن وجود معسكرات تدريب وحشود عسكرية في الجانب السوداني من الحدود المشتركة بين البلدين، وقال ان وزير خارجية بلاده، موسى الفكي، ابلغ وزراء خارجية مجموعة اتصال اتفاق داكار الذين عقدوا لقاء في العاصمة الإريترية اسمرة الاسبوع الماضي، مشيراً الى ان بلاده ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في مختلف العواصم الافريقية، واعرب عن امله ألا تحدث مشكلات كما حدثت في الآونة الاخيرة بين البلدين الجاريين آخرها محاولة المعارضة الاستيلاء على العاصمة إنجمينا وإنهاء نظام ادريس ديبي في فبراير (شباط) الماضي ما دفع الرئيس السنغالي الى التدخل لجمع الرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي في داكار ليوقعا اتفاقاً في مارس (آذار) الماضي خلال انعقاد المؤتمر الاسلامي، وقال «نتمنى ألا تنهار هذه الاتفاقية لان انعكاسها سيصبح سالباً في كل المنطقة». من جهة اخرى كشف مستشار الرئيس الإريتري مسؤول التنظيم في الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكم، عبد الله جابر، لـ«الشرق الاوسط» عن تحرك جديد لبلاده عبر وفد عالي المستوى يصل الخرطوم هذا الأسبوع لعقد لقاء مع القوى السياسية والحكومة السودانية ووفد آخر يلتقي بقادة الحركات المسلحة بغية التوصل إلى حلول لأزمة دارفور، واصفاً الاوضاع في السودان بالحرجة وانه يمر بظروف تهدد وجوده كبلد. وقلل جابر من تكرار الاتهامات بين الخرطوم وإنجمينا بعيد الاتفاق الذي تم في عاصمة بلاده، وقال إن قوات المراقبة من البلدين سيتم نشرها بشكل متوازن، واضاف «نشر القوات والتبادل الدبلوماسي ليست لهما اهمية كبرى، بل الدخول الى المرحلة الاهم في حل ازمة دارفور»، معتبراً ان حل القضايا العالقة التي استطاعت لجنة الاتصال من التوصل اليها في اسمرة مدخلاً لحل قضية دارفور، وقال انه لمس جدية وإرادة متجددة من الطرفين وان البلدين يصران على استكمال عودة العلاقات ونشر القوات بشكل عاجل وسريع، واضاف «اعادة العلاقات ليست كافية لجلب السلام في المنطقة اذ لا بد من خطوات عاجلة لقضية دارفور». وقال جابر إن وفداً من بلاده سيصل العاصمة السودانية هذا الاسبوع لاجراء حوار سوداني ـ سوداني مع كافة القوى السياسية السودانية، واضاف ان حكومته تدفع في اتجاه لإجراء هذا الحوار والذي يمكنه ان يساعد على تحسين العلاقات الدبلوماسية للسودان، وتابع «السودان يمر بظروف تهدد وحدته وظرفه نادر جداً ولا بد من ايجاد حلول شاملة لتلك المشكلات»، مشيراً الى توجه وفد ارتري آخر للقاء قيادات الحركات المسلحة في الاقليم، مشدداً على وقوف حكومته مع اي مبادرة حتى ان لم تكن طرفا فيها، لكنه عاد وقال «نحن الدولة المجاورة للسودان يهمنا استقراره اكثر من اي طرف آخر وعلاقتنا ممتازة مع كل الاطراف في الحكومة والمعارضة لوجودنا في السودان منذ اكثر من 50 عاماً قبل نيلنا الاستقلال» في اشارة لمبادرة الجامعة العربية التي اطلقتها قبل اسبوع لجمع الاطراف السودانية في مفاوضات تعقد في العاصمة القطرية الدوحة، غير ان حركات دارفور رفضت المبادرة، مؤكداً التزام بلاده بتحقيق السلام والاستقرار في السودان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق