الأحد، 14 سبتمبر 2008

عن دولة " الإسلامويين السودانيين الإنتباهيين الجدد

عن دولة " الإسلامويين السودانيين الإنتباهيين الجدد "
وطن " الرئيس و خاله... أو " دولة" خال الرئيس و إبن أخته!!
محجوب حسين / لندن عضو هيئة القيادة العليا و الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان قيادة الوحدة
عندما تتطور النظم و المؤسسات و القيم و الأيدولوجيا و المذاهب بشكل عمودي و تتناسب تناسبا طرديا مع جدليات الزمان و المكان و أدواتها و المحيط و أعمدته تؤشر لشىء من الصلاحية و التي تفسر حالة من الدينامكية و الحركية الفكرية لدي منتجيها بعيدا عن القوقعة و الإنغلاق و الفشل و هو الأمر الذي يضمن لها خصوبتها و إستمراريتها في سلم الحياة و متغيراتها إدارة و فعلا و تفسيرا و تنظيما ، بينما تلك النظم و المؤسسات و القيم و الايدولوجيا و المذاهب هي نفسها قد تدخل في إنحناءة من إنحناءات التاريخ لتتطور بشكل أفقي نحو الإنحدار و الإندحار و التقهقر و الإنبطاح فتصبح عديمة الإنجاز ، عقيمة ، لا تتمكن من الإقلاع و الدوران و الإنطلاق تجاه ماهية المتغيرات و المستجدات فتبقي بضاعتها منتهية الصلاحية غير صالحة للإستعمال ، فاسدة ، كما تعبر عن إنتهاء دورة منتجيها لأنها بلغت حد فكر الخردة مهما بلغ منطق الذرائع و سد الذرائع تطبيلا و تضليلا. بأحاديث نبوية أو إنجيلية أو توراتية!! و ما بين جدلية التطور و الإضمحلال هذه ثمة ظاهرة سياسية أتت إلى السودان منذ منتصف القرن العشرين إلى السودان و أعني فيما أعني حركة الإسلام السياسي الحركي الوافدة إلى السودان من القريبة مصر و التي إرتدت لبوس قبعات عدة منها الأخوان المسلمون وجبهة الميثاق الإسلامي و الجبهة الإسلامية القومية و المؤتمر الوطني و الذي إنشق إلى شعبي و وطني ، حيث بالرجوع إلى التاريخ البعيد منه و ليس القريب نجد على سدة ايدولوجيا الإسلامويون أسماء و شخصيات بارزة منهم ، الرشيد طاهر بكر و الصادق عبدالله عبد الماجد و آخرين إلى سنوات منتصف الستينيات من القرن الماضي ليتبوأ على سدتها الدكتور حسن الترابي دون منازع حتي بداية الألفية الثالثة ليصل و ينتهي إلي عهد مستنقع الإنتباهيين الجدد ممثلا في الرئيس السوداني عمر البشير و خاله و اللذان يتنازعان مع صاحب الشخصنة التاريخية لتنظيم الحركيين الإسلاميين دكتور الترابي ، و لهي مفارقة من نكبة الإسلامويون علي يد الإنتباهيين مفارقات الزمن اللئيم أن ينتهي التنظيم الإسلاموي و على فداحة أخطاءه للإنتباهيين الإسلامويين الجدد مجسدا في خال الرئيس و إبن أخته إنها تراجيديا الزمن و إنحطاط الإقدار و علامات " الساعة السياسية". و تلك لهي علامة كبري في الزمن السوداني الرديء بل إنه الزمن الذي آتي ضدا على منهاج تطور التاريخ كظاهرة !! مع التوضيح بأن" صحيفة الإنتباهة " مملزكة لخال الرئيس و هي الناطق الرسمي الجديد بمشروع دولة الإبن و خاله. و الجدير بالذكر عندما إستأثر هؤلاء الإسلامويون الحركيون الإنتباهيون الجدد بالسلطة في السودان نتيجة لفراغ ما كانت " نكبة " الإسلام الحركي السياسي في السودان و إنتهاء دورته الحتمية ، كما هي " نكسة" للسودان ، الدولة و الوطن حيث إنفرط العقد و سقطت الأيدولوجيا و إنسانها ، لأن بنية فلسفة الأيدولوجيا أيا كانت نوعها تستند إلى قيم منظومة الأخلاق و الأنسنة و عندما تفقدها تبقي غير إنسانية ، و فقدت معايير بقائها و باتت كشظية من نار في لحم بشري.لأنها طورت نفسها عكس قوانين الطبيعة التفاعلية للحياة. و في إطار هذا السقوط و التهاوي نلحظ هذه الأيام و بشكل غير مسبوق فى دولة الرئيس و خاله أو وطن خال الرئيس و إبن أخته ، حيث كل العناوين و الادلة الدالة و البراهين أكانت مصدرها الآيات القرآنية أو الإنجيل أو التوراة أو بوذا ل "ثورة" الإصلاحيين الإنتباهيين الإسلاميين الجدد بفحصها نجدها تعبر تعبيرا حقيقيا عن إنحطاط القيم و الأنسنة لأنها إرتبطت بفعل مشين و هي فعل الجريمة ، جرائم الإبادة و الإغتصاب و جرائم الحرب و ضد الإنسانية لقوم مسلم أو قل من المؤلفة قلوبهم حسب تصنيفات الإسلام الإنتباهي التراتبي- من التراتبية - و من هنا يمكن أن نحدد عناوين بارزة لمرجعية و موجهات الفكر الإسلاموي الإنتباهوي للرئيس و خاله و كيف يرون تنظيم عقد الوطن و المواطن و الدولة في السودان. إن الفكر الفاشيستي و النازي و الذي أتي بالدكتاريويات التي تشتهي رائحة الدم في أوروبا و التي نجمت عنها الحربيين العالميتين لتساوي بعدها أوروبا أمورها و تعيد ترتيب أوضاعها بالإغتسال السياسي قصد الطهارة من جريمة "الزنا " السياسية نحو دول عقلانية تستند إلى معايير عقلية لا لاهوتية صرفة لتدمير ذات و بقاء الإنسان ، كانت هذه المنظومة و بإعمال المقاربة هي الأقرب بل المتماهية مع مرجعيات فكر الإسلامويون الإنتباهيون السودانيون ، حيث من خلال المراجعات الدقيقة لبنيات الخطاب السياسي لهذا الفكر و الذي يشكل مرجعية الفعل و التنفيذ لأي فعل سياسي في الدولة نجده يتمفصل في الثالوث الحرام و لا يتعداه ، إنها محددات و مرتكزات الفلسفة الإنتباهية الجديدة في المتن و الخطاب تتمحور في دولة " نقاء العرق" و " سيادة قبيلة الشمال" و توظيف " اللاهوت" بشكل فج لأجل الحفاظ على الحق الإلهي و الغنيمة و الخراج لدولة و وطن الرئيس و خاله أو العكس و كلاهما سيان. لذا كل نتاجهما لا يتعدي ثالوث القبيلة و السلطة و الغنيمة و هو الثالوث الذي حدده المفكر الفلسفي د محمد عابد الجابري في كتابه بنية العقل السياسي العربي كأهم منطلقات الفكر العربي الإسلامي في التاريخ العربي الإسلامي. مفارقة الوطن و الدولة إبتناء لما سبق ، معلوم أن الوطن هو ذلك المساحة الجغرافية و الذي يجمع حضارات و موروثات و قيم مشتركة أومتقاربة أو مختلفة لجماعات سكانية بشرية أو جماعة سكانية محددة تتراضي حوله مجموع الساكنة بشراكة و بتقدير و بإحترام للعيش في تعاضد وتكامل إعلاءا لقيم الإنسانية و تجسيدا للبقاء و بالتالي يشكل هذا الخام الموروثي المعبر و المدخل لإقامة و بناء ما يعرف بمؤسسة " الدولة" في العصر الحديث كنظام مؤسسي ينظم الجماعات البشرية و السكانية و مشروطة بالتقنيين و التكييف و المواءمة عبر مساطر و لوائح و قوانين و دساتير و شرعية ، جميعها تجد أسها و جذر تركيبها في ترتيب مكوناتها الحضارية و الثقافية و التاريخية و الإجتماعية و الدينية و الإقتصادية و السكانية المتسقة لشرعية تلكم المكونات دون شرعنتها كما نري في كل المشهد السوداني المفتريء عليه من لدن الإنتباهيون الذين ما إنفكوا يعملون على " نصب" كل الموروثات لمصالحهم القبائلية و الجهوية و لا تتعدي هذه الدائرة وفقا لمنهج تحليل المضمون في بنية هذا الخطاب و إشتغاله اليومي . تلك الإرادة المشتركة التكاملية هي التي دفعت و وجهت بناء الدول متحدة أو منفسمة ، فهكذا إنطلقت أمريكا و بريطانيا و ألمانيا الموحدة بعد إستفتاء شعبها في الشطر الثاني كما إرتضي الإتحاد السوفيتي أن يتفكك تحت وعي هذه الإرادة نفسها و إستقلت كوسوفو مؤخرا من جراء الفاشستية الصربية ، و بها إتحدت دولة الأمارات العربية و تكونت دول القارة الأفريقية و أسيا ، كما إستقلت تيمور الشرقية للفعل ذاته و إنضمت هونغ كونغ للصين الشعبية بفعل المكونات تلك إلى ذلك تكونت دول أمريكا اللاتينية و العالم العربي و هلمجرا. وبالنظر لحالة جغرافية " الوطن" و مؤسسة " الدولة " في السودان و طبيعة الهوة و البون الشاسع بين مفهوم "الدولة" و "الوطن" في السودان كان الخلل بل المفاصلة و المحاسبة فيه بالرغم من تواجد و تلاقي تلك المكونات ، و أساس هذا الخلل هو هذا الفكر الإنتباهي الفاشستي و الذي إمتد في دولة الخفاء السودانية منذ الإستقلال في النصف الأول من القرن العشرين و تبين قدحيته في بدايات القرن الحادي و العشرين تحت زعامة الرئيس و خاله لتقع تحت طائلة اللفظ المجتمعي و الثقافي و الديني و الإنساني و العقاب و الوقوع تحت طائلة الجزاء البشري و جزاء الآخرة وفق آيات القرآن الكريم ، ليصبح الوقوع وقوعين و الجزاء جزاءين!! جزارة إنتباهية إسلاموية بإمتياز!! وبالرجوع لمنظومة ومحددات دولة الإنتباهيين و ثالوثهم و الذي وصفته ب " الحرام " كانت محدداتهم و منطلقاتهم السرطانية لتمرير هذا الثالوث سواء بكيليشهات او سيناريوهات أو أحابيل فربطوا سيادة الشعب ببقاء زعيم الإنتباهيين كما يصوره خاله و لو كان جزارا ، و وحدته مشروطة بسيادة مملكة الكراهية و إستمراريتها و ذلك بمشروع قطع الوطن لفائدة "التمكين الثالث" محددات الفكر الإنتباهي" لربط السودان و شده و إستعماره للأبد عبر تضييق مساحته " كما نلحظ في "لوغو" شعار الإنتباهيين حيث نجد فيه السودان مفصولا و مقطوعا الرأس و العجزمن بقية الجسد ليسقطوا كل رمزيات الحركات الإسلاموية ، إنها جزارة إنتباهية إسلاموية بإمتياز توافق جرم الإبادة إبادة الشعب و إستئصال جزءا من الوطن ، إنهما وجهان لعملة واحدة و تحت غطاء فكري واحد ينتج بعضه بعضا لشرعنة محددات قبيلة الشمال و ميتافيزيقية تفوق أو نقاء العرق و على غيابه، يضاف إلى ذلك الغنيمة المستمدة منهما في داخل الوطن و الدولة و اللتان بدأتا في التجدد و إنتقلتا في محاولة للإتساق و المواءمة بين مفهوما " الوطن" و " الدولة " و هو الأمر الذي يفقدانهما السيطرة و مركزة الحق الإلهي ، فكانت التعبئة الجماهيرية بمفهوم الفوبيا من الآخر ، و الآخر هذا هو سوداني- رغم ضبابية تعريف السوداني- ليتم تخويفه مرة بالعرق و مرة بالدين و مرة بالجهة و أخري بمنهج الخبث . حيث سقطت أدولوجة الإسلام السياسي الإنتباهي الحركي لأنها جاءت ضدا على الاخلاق الإنسانية ، مع الإشارة إلى أن أي أدلوجة بالضرورة أن ترتبط بمعيار الأخلاق و الخلق !! قلت إن النحت " الفكري" للدولة الإنتباهية مهما بلغ أشده و مخرجاته و أسانيده و براهينه لا يخرج من تلكم المحددات و اليوتبيات المشار إليها آنفا و المتمثلة في وعي السيطرة و هيمنة القبيلة و من ثم منهما إلى الغرض و الغاية و هي الغنيمة " كل شىء لله و يقابله ما لله للجيوب" ، و أعني فائض القيمة الإقتصادي و إلا كانت نهاية التاريخ السوداني الذي إنتهي علميا و نحن في إطار رسم التاريخ السوداني الثاني و الذي بدأ الآن و لا أقول في السابق و هنا أفتح هلالين " من تجول في داخل قصر القبيلة الجمهوري -أعني القصر الجمهوري - يري بأم عينيه عجلة هذا الحراك الإجتماعي و التاريخي في السوداني ، فبعدما كان مملوكا ، بات مستباحا و مشوها أو مغتصبا عند الآخرين ، ففي ركن قصي نجد إبن من أبناء قرية فوراوية بدار زغاوة و في ركن آخر نري أدروبيا بحراسه و في موقع آخر رجلا طويلا من الدينكا ، المنظر بقي موحشا مؤلما لا يحدده أكذوبة نقاء العرق ، ففر منه" الأنقياء" لتبدأ إدارة الدولة من المساكن الخاصة ما دام القصر أغتصب ". و هو تعبير عن خلل نفسي قصد منه أن يتساوي الإنتباهيون مع الآخر العربي القح المجاور ، و الشعب السوداني ليست لديه مشكلة بل على الإنتباهيين أن يثبتوا للأقحاح في حضرموت و نجد و الحجاز و دولتا الأمويون و العباسيون أنهم متساوون معهم و معترف بهم و حينها نعترف لهم بنقاء عرقهم و عرقيتهم و صلاح أدلوجتهم ، إن إعترف هؤلاء الأقحاح المجاورين معهم و لهم كشرط ضرورة لا كفاية !! و بالتالي عليهم في هكذا موقف أن يقيموا دولة النخاسة السودانية في السودان و لتستمر دولة الإستمناء و الإستمتاع و الإشباع !! إنها دولة العبيد السودانية المنتصرة لمعطياتها!!لأن الأيدولوجيا الإنتباهية قائمة على إلغاء كل الناس و كل الشعب في السودان حتي و لو كان شماليا مختلفا أو معارضا أو متعارضا. إذا الأمر عام و شامل . و ما التشبث بالواجهة الشمالية الجهوية إلا مطية لمزيد من الإستئثار حيث قاتلوهم و قتلوهم و أغمروا مناطقهم في إبادة بالماء عوض الرصاص. و بالرجوع لأدبيات الفكر الإنتباهي للرئيس و خاله ، حيث قال الأول في مجمع للدفاع الشعبي في مدينة "مدني" بوسط السودان و أثناء الخلاف مع الحركة الشعبية " ألجانا هنا يلقانا يانا إحنا إحنا " ليضع إبن الخال حدودا جديدة للسودان قائمة على تلك الميكانيزمات ، فيما أسر الإبن أيضا أيضا لمبعوث الإدارة الأمريكية السابق للسودان مستر ناتيوس وفق مقال نشر للأخير " أنه – أي الزعيم الإنتباهي – قد يكون آخر رئيس عربي- بين قوسين- يحكم السودان " ، و هي نفس الأدبيات التي نجدها عند خاله حيث حدد و صنف كل الوضع السوداني و على إتساعه ، فيه تسعمائة قبيلة و لكل قبيلة لها وطنها ، و الأدلوجة الإنتباهية تقول كل من يقف ضد دولة العصبية بالأتي " إن الكل كافر .. و الكل السوداني و ليس الجزء هو خائن و حاقد و عنصري و آكلا لمال الربا" و يضيف إنه " زمن الخيانة و كل شىء أصبح جائزا و مباحا في بلادنا ، و بالطبع ليست هي البلاد التي نتحدث عنها أو يتحدث عنه ، فيها سلفا كير نائبا أولا في رئاسة الجمهورية في السودان و الآخرون قادمون لا محالة مهما إستعصت الإنتباهة " و يضيف الفكر الإنتباهي المخصي ، فاقد البوصلة و الإنجاب " كل ما يتم هي خيانة ربطها بالوطن ، و أي وطن هي خيانة لعصبية و أدولوجة الجريمة و الحقد و الكراهية " و يحدد أن البطولة محصورة في السودان ، فيها قتلي توريت ليسوا ضحايا بينما القتلي الشماليين شهداء و إنسانيين ، هؤلاء ليسوا شماليين إنهم " أبناء دارفور و كردفان و جبال النوبة و النيل الأزرق " تم توظيفهم في أزمان سابقة لقتل الأخ و الأخت " حيث الوصاية و مصادرة حق الآخرين ما زالت قائمة ، و الأجدر أن يقف الفكر الإنتباهي في حدوده الجغرافية " من الخرطوم إلي شندي و كريمة " فقط ، دون تجاوز لأن وعي الكراهية لا يقبل أحدا" . و يمتد هذا الفكر الشوفيني الذي يتحدث بإسم الشمال و دارفور بعيدة منه و كردفان هي الأخري كذلك و الوسط أيضا و الشمال نفسه براءا منه ، إنها إمارة القبيلة الإلهية في الشمال ، فيه يقول " السودان محسود و مستهدف " من من ؟! أقول محسود و مستهدف منا نحن كل السودانيون لأن الفكر الإنتباهي لابد أن نوصله للمقبرة و لا شهادة له حينها لأنه قتل نفس إنسانية و يريد قطع الوطن !!، و يواصل الفكر الإنتباهي أن كل من هو مختلف مع دولة الحق الإلهي و عناية السماء ، فهم أفارقة كفار ، مشروعهم علماني أفريقي أمريكي ، صهيوني ، منبطح ، لا ينتمون لا للإسلام و لا للعروبة و معاديا للإستعمار العروبي في السودان، و على أن ينزل الله بهم كما نزل بعاد و ثمود " و هي أدبيات تعبر عن عجز مفاهيمي و إنحطاط قيمي و سقوط لدولة الرئيس و خاله. علما أن لا عرقا نقيا يمتلكونه و لا إطارا مفاهيميا للإسلام الحركي يروجونه !! غير أيدولوجيا قتل المسلمين !! فيما يتحدث الفكر عن أيدولوجيا السيف " فهل بإستطاعة الفكر الإنتباهي مسك السيف والمبارزة به ناهيك عن المحاربة به ، لا أري ذلك مع الثياب البيضاء و رائحة الراحة من عرق الهامش و السمسرة في الدين و العرق ، حقيقة هناك عجزا لأن السيف جزءا من موروث العرب الأقحاح و الإمبراطوريات العظيمة الأخري ، إنه موروث تاريخي فأين هم منه ، إنها فنتازيا " الهرولة هي سيد الموقف عندما يحين الزمن و المكان . لأن لا أحد في الوطن يحارب نيابة عن الآخرين بما أن الدولة مختلف عليها و حولها !! مهما تم تجيير الخطاب. كلنا مختلفون و نحن قطع من شطرنج غير متشابهة بين أقوام متصالحة و آخري غير متصالحة تبحث عن هوية خارجية و أيدولوجيا وافدة !! علما أن مفهوم الإنتباهية يعني ما يعني لأصحابها " الدفاعية العرقية و الجهوية تحت حذاء الأيدولوجيا" الإنتباهيون و التوسل للأجانب عوض الله في المقفلة و التي سوف أعود إليها ، إن الفكر الإنتباهي و بدفوعاته سقط و مات و ليس له محلا من موقع في عالمنا نحن ، و هكذا نرثي دولة و وطن الرئيس و الخال لأنهما يحتضرا ، و المجال واسعا لإقامة دولتهم في حدودهم دون حدودنا و حدود الآخرين بإسم الشمال الأيدولوجي لأن إسلامنا ليس بإسلامهم و سلوكنا ليس بسلوكهم و عرقيتنا أيضا ليست بعرقيتهم ، كما أن تاريخنا مختلف عنهم ، و في هكذا حال فليبنوا ضمن تلك الحدود دولة إمارة قريش الناقصة في عرقها أو دولة العلويين المفتقرة لأصولها ، أو دولة الهاشميين التي لا تعيرهم وزنا!! و في المختتم نري أننا نشهد يوغسلافيا السودانية قادمة و إستحقاقاتها و هي مكسب تاريخي ، و من أهم إستحقاقات هذا الكسب التاريخي في إطار صراع الحسم أو حسم الصراع هو إلقاء القبض على زعيم صرب البوسنة سلوفان كارديتش!! إنه تطور حياتي ، فالنتقاسم أو نقتسم ، ليس هناك أمرا مقدسا و حينها نري سيوف الإنتباهة!! تأملوا و حدقوا معي جميعا!! إنها لحظة حسم التاريخ دون لاهوت أو عرق أو جهة قريشية و سواده كالغربان و يتعالي بسواده على سواد أخيه، وكلاهما غربان كما قال المفكر السوداني دكتور منصور خالد !! و تأكيدا لما أوجزناه عن آخر إسقاطات مشروع دولة "الصلف" الإنتباهية و سقوط كل محطات التمترس أمام زحف التاريخ السوداني و الذي بدأ كما قلت و الذي سوف ينتهي حتما في أفضل حال لما عرفته يوغسلافيا السابقة لأن مشروع و أيدولوجيا الإنتباهيين السودانيين الإسلامويين لا يختلف من حيث البنية المرجعية لمنهج دولة و عرقية مشروع دولة الصرب تجاه الأقوام الشريكة و الأصيلة الأخري في يوغسلافيا تيتو و التي أخذت طريقها للخلاص عبر دول و قوميات و عرقيات و محاكمات إنسانية دولية و حراسات دولية أممية تقف ضد مشروع أيدولوجيا الصرب. و المشهد نفسه قد يتكررأو تكرر فعلا في السودان عندما تطلب الأيدولوجيا الإنتباهية اليوم و على وقاحة الطلب بالمناداة علنا و جهارا بقواعد عسكرية في السودان " صينية أو سوفيتية على الأرحج " وفقا لمعطيات الصراع الدولي الحالي أو الآني و الذي تبلور في الحرب بين روسيا و جورجيا و التي أوحت للكثيرين بأنها ملامح لعودة الحرب الباردة بدأت تلوح في الأفق أو عالم متعدد الأقطاب بدأ يتبلور عوض الأحادية القطبية المسيطرة على صناعة القرار العالمي و الغرض من هذه الدعوة الإنتباهية الخالصة هي حماية مشروع الدولة الإنتباهية و التي هي على مقربة تاريخية مع المحاكمة و المحاسبة بعد الإنهيار و السقوط شأنها شأن إمبراطوريات و ممالك الدم التي سقطت في التاريخ الإنساني . إن إستنجاد الدولة الإنتباهية أو مشروع دولة الإبن و خاله أو الخال و إبن أخته بالآخر الأجنبي لحمايتهم و تأمين إستمراريتهم و التي فقدت الشرعية و المشروعية معا و إستكملت كل حلقات الشرعنة فهي دعوة مقبولة ما دامت تأتي لحماية مشروع العرق و نقاءه عبر جهويته ، و هنا الأمر بات مبررا و مقنعا و شرعيا ما دام التوسل أصبح خارطة طريق ليس لله كما يزعم الإنتباهيين بل إلى الأجنبي ، و من هنا نقول و كلنا ثقة علي الجهة الجنوبية إقامة قواعد أميريكة أطلسية و علينا في الجهة الغربية إقامة قواعد إستيطان و حماية دائمتين مع الإسرائليين و كل المرتزقة في العالم ، و على الجميع أن يحمي مشروعه بالأجنبي ، جد هو تفصيلا جيدا ، و بوادر هذه المؤشرات بدت متواجدة . و نحن موافقون علي شرط أن لا يعتري ذلك أي وقف لإطلاق النار ما دام العقل الإنتباهي لا يؤمن إلا بإلغاء الآخر و كل الآخرين و بتكريس جيد لفلسفة جديدة للتنميط والقائمة على سيادة ثقافة على الآخرى بل إلغائها حتي و لو أدي لإبادة جديدة لشعوب المعسكرات و الذين يجسدون سبب الذل و العار في الدولة و الوطن الإنتباهيين حسب نعتهم ، علما أن الذل و العار ليس في المعسكرات بقدر ما في فكرهم و نهجهم ، هؤلاء لم يولدوا في المعسكرات ، و تاريخ وجودهم في تلك الأراضي سباقا للفكر الإنتباهي الغازي المولود في أحد مراكز القمامة الفكرية ، و غير ذلك هو تطاول و لعنة من السماء للدولة الإنتباهية و العاملين معها و فيها. و أهم ما في هذا المنعطف السوداني أن يأتي شخصا آخر و من حضارة أخري لتصحيح حالة الحضارة الساسية السودانية المعوجة و الواقعة تحت يوتوبيا الدين و العرق.و أعني فيما أعني المدعي الجنائي الدولي الأرجنتيني الأصل وهو لويس أوكامبو لإستراد معاني حقوق الإنسان و الحياة المتساوية و منع الجريمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق