الاثنين، 28 أبريل 2008


وليامسون :الأزمة الإنسانية بدارفور تتفاقم"هذه الإبادة الجارية بوتيرة بطيئة مستمرة "بعثة حفظ السلام لن تحقق كامل إمكانياتها قبل العام 2009واشنطن، 25 نيسان/إبريل، 2008-ذكر دبلوماسي أميركي رفيع المستوى أن الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور آخذة في التفاقم وأن عدد المتوفين والمشردين يواصل ارتفاعه، عاكسا مناخا من العنف المستمر.وقال الدبلوماسي، وهو المبعوث الأميركي الخاص الى السودان السفير ريتشارد وليامسون: "ان الصراع الذي أفضى الى كل هذه المعاناة الإنسانية تطوّر من حملة ضد متمردين شنتها حكومة السودان ضد جماعات ثوار جديدة بدارفور في العام 2003، وهي حملة استهدفت سكانا أبرياء في الإقليم بوحشية لا يقبلها ضمير، الى وضع تزيد من تعقيداته التحالفات المتبدّلة والأطماع المتنامية والتناحر القبلي، وتدخل من جانب جهات في المنطقة."ومضى السفير قائلا: "إن أيدي حكومة السودان والميليشيات العربية وزعماء الثوار ملطخة بالدماء. وكونوا أكيدين: هذه الإبادة الجارية بوتيرة بطيئة مستمرة اذ يرتفع عدد ضحاياها ويجب عمل المزيد لتخفيف وطأة هذه المعاناة الإنسانية الرهيبة وإحلال استقرار وسلام مستدامين في المنطقة المنكوبة التي أريقت فيها دماء الأبرياء."وأدلى وليامسون بإفادة امام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ يوم 23 نيسان/إبريل قائلا انه منذ 2003 يقدر أن 200 الف شخص هلكوا في دارفور نتيجة للحرب هناك وأن حوالى 2.5 مليون شردوا داخل إقليم دارفور او التجأوا الى تشاد المجاورة.وقد عقدت اللجنة جلسة مساءلة يوم 23 الجاري لتقرير ما تحقق من تقدم منذ ان تولت الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي سيطرتهما المشتركة على عمليات حفظ السلام بتاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر، 2007 ولتقييم الردّ الأميركي.وقال جوزف بايدن رئيس اللجنة ان أعمال العنف وعمليات قطاع الطرق لا تزال أمرا شائعا. "في الأسبوع الماضي أعلن برنامج الغذاء العالمي انه سيضطر الى خفض الحصص التي تقدم لأهالي دارفور بواقع النصف لأن الكثير من شاحناته يستولى عليها بحيث يتعذر على البرنامج ان يحافظ على خطوط الإمدادات."ومن جهتها أبلغت كاثرين ألمكويست مساعدة مدير شؤون أفريقيا في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية اعضاء اللجنة انه بعد انقضاء 3 سنوات من خطة الطريق المعروفة باتفاقية السلام الشامل "فان السلام الشامل في السودان يبقى مستعصيا."والسودان يحظى بأكبر برنامج لوكالة التنمية في افريقيا ومن أكبر برامجها في العالم. وهو لا يزال يمثل الأولوية القصوى للسياسة الخارجية الأميركية في افريقيا كما أن دارفور هي محط اهتمام أكبر عملية إنسانية دولية في العالم.وقالت ألمكويست: "هذا الصراع المدمر خلّّّّّف 2.5 مليون انسان مشردا داخل السودان و250 الفا غيرهم في تشاد. ومنذ 2004 أنفقت الوكالة 750 مليون دولار في المتوسط سنويا كمساعدة للسودان وكذلك مجموع 1.5 بليون دولار كمساعدات إنسانية الى دارفور وشرقي تشاد في نفس الفترة."الى ذلك، أعلن جون هولمز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية امام مجلس الأمن يوم 22 الجاري انه "حزين وغاضب" بإبلاغ المجلس ان الوضع داخل دارفور خلال الأشهر الـ12 الماضية لم يزدد إلا تفاقما وأحاط المجلس علما بأن قوة حفظ السلام المشتركة بين المنظمة الدولية والإتحاد الافريقي لن تبلغ كامل امكانياتها – 26 الف جندي وشرطي – الا في 2009.وأضاف انه حتى هذا التاريخ تم أرسال 9000 جندي حفظ سلام الى إقليم دارفور ليحلوا مكان قوة قوامها جندي 7000 للإتحاد الافريقي.إضافة صرّح ممثل القوة الدولية-الإفريقية المشتركة، رودولف أدادا، ان القوة تفتقر الى خمسة عناصر حاسمة لتصبح مكتملة العمليات وهي مروحيات هجومية، طائرات استطلاع، مروحيات نقل، مهندسون عسكريون ودعم لوجيستي.وأوضح وليامسون ان ميليشيات الجنجاويد المدعومة من حكومة الخرطوم والتي هي وراء معظم الإعتداءات على المدنيين لم يتم تجريدها من السلاح او ضبطها كما تقتضي ذلك اتفاقية السلام في دارفور. إلا أنه أردف أن الجنجاويد ليست الجماعة الوحيدة المسؤولة عن أعمال العنف والقتل في المنطقة.وزاد وليامسون ان نشر قوة حفظ السلام الأممية-الإفريقية المشتركة سيمثل خطوة هامة نحو تحسين الأمن في دارفور "لكن للأسف ومنذ الإنتقال من بعثة الإتحاد الإفريقي في السودان الى عملية حفظ سلام مشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي (يوناميد) لم يحصل سوى تغيير بسيط على الأرض."اما ألمكويست فقالت انه بالرغم من تعاونها المبدئي وضعت حكومة السودان عوائق جديدة لغرض عرقلة البرامج الإنسانية الى حد أبعد. ومن ناحيته أشار وليامسون الى أن الولايات المتحدة ساهمت بمبالغ مالية لا يستهان بها لعمليات حفظ السلام هذه بالإضافة الى تمويل نسبة 25 في المئة من البعثات من خلال نفقات حفظ السلام التي تستوفيها الأمم المتحدة عن طريق المساهمات. فقد ساهمت الولايات المتحدة بأكثر من 450 مليون دولار لتشييد وصيانة 34 معسكر لجنود حفظ السلام في دارفور كما ان واشنطن تعهدت بتقديم أكثر من 100 مليون دولار لتدعيم إرادة الدول الافريقية بالتقدم لتوفير جنود حفظ السلام في دارفور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق