مني أركو مناوى لدينا خلافات مع الحكومة حول حقوق الانسان

مناوي :لدينا خلافات مع حكومة البشير حول حقوق الانسان وكيفية إدارة الاقليم"الرئيسان السوداني والتشادي يوقعان الأسبوع المقبل اتفاقا لإنهاء النزاع

واشنطن: طلحة جبريل
عبرت واشنطن عن اهتمامها بمسألة عودة اللاجئين والنازحين من اقليم درافور تمهيداً لإحصاء سكان الاقليم قبل انتخابات من المقرر ان تجري السنة المقبلة في السودان. وقال مني اركو مناوي مساعد الرئيس السوداني، رئيس حركة تحرير السودان في دارفور، التي وقعت اتفاق سلام مع الخرطوم، إنه بحث هذه المسألة مع مسؤولين اميركيين خلال زيارة يقوم بها حالياً للعاصمة الاميركية، مؤكداً ان الادارة الاميركية ترغب في مشاركة سكان دارفور في الانتخابات، على ان يسبق ذلك استتباب الأمن وعودة اللاجئين والنازحين الى قراهم.
وكان قد تردد ان اقليم دارفور المضطرب يمكن ان يستثنى من الانتخابات التي يفترض ان تجري طبقاً لاتفاقية نيفاشا بين الشمال والجنوب خلال السنة المقبلة. وقال مناوي لـ«الشرق الاوسط» إنه أجرى محادثات خلال زيارته الحالية على رأس وفد من حركة تحرير السودان مع جون نغروبونتي نائب وزيرة الخارجية الاميركي، وجوب كتمان مسؤول الشؤون الافريقية في مجلس الامن القومي وجيندي فرايزر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية، وروبرت زوليك رئيس البنك الدولي. وكان زوليك قد ترأس الجانب الاميركي وهو وقتها نائب لوزيرة الخارجية عند توقيع اتفاقية ابوجا لتحقيق السلام في دارفور في مايو (أيار) عام 2006، التي قادت الى مشاركة حركة تحرير السودان برئاسة مناوي في الحكومة السودانية.
واشار مناوي الى أن محادثاته في اشنطن ركزت كذلك على كيفية تحقيق السلام وتنفيذ جميع الاطراف التزاماتها وبحث الاوضاع الانسانية في دارفور. لكنه أبدى تحفظاً بشأن الحديث عن تفاصيل ما تم الاتفاق عليه مع الجانب الاميركي، وقال إن واشنطن تعمل على انضمام جميع الجبهات الى مشروع سلام دارفور وضم الآخرين لهذا المشروع.
وامتنع مناوي عن الاجابة على سؤال حول اسباب عدم استقبال الرئيس السوداني عمر البشير، ريتشارد وليامسون مبعوث الرئيس الاميركي الى السودان، اثناء زيارة قام بها اخيراً للخرطوم وأكتفى بالقول «هذا شأن الرئيس.. لكني شخصياً التقيت به». ونفى مناوي ان تكون محادثاته في واشنطن قد تطرقت الى فتح فصيل من دارفور يقوده عبد الواحد محمد نور مكتباً في اسرائيل، لكنه قال إنه استمع لتبريرات عبد الواحد حول هذه الخطوة عبر وسائل الاعلام حين قال إن المكتب هو لرعاية لاجئين من دافور انتقلوا الى اسرائيل، وعبر مناوي عن اعتقاده بان تلك الخطوة ستعقد الامور بالنسبة لقضية دارفور.
وأقر مناوي بوجود خلافات بين حركته والحكومة السودانية وقال «لدينا خلافات حول التحول الديمقراطي والحريات الاساسية وحقوق الانسان وكيفية إدارة اقليم دارفور»، وقال إن انسحاب التنظيم الذي يمثله من الحكومة السودانية سيكون بمثابة كارثة على دارفور وعلى كل السودان ـ على حد اعتقاده ـ وأكد ان حركته ما تزال هي الأكثر شعبية وتمثيلية لسكان دارفور، وقال إن للتنظيم امتدادات شعبية أكثر من أي تنظيم آخر.
وسيلتقي مناوي يوم غد (السبت) بالجالية السودانية في منطقة واشنطن الكبرى، ولوحظ ان الحركة الشعبية لتحرير السودان (الجنوب) هي التي دعت الى اللقاء في حين ان مكتب بعثة جنوب السودان في واشنطن هو الذي يواكب زيارة مناوي وتفاصيلها في العاصمة الاميركية، على الرغم من ان السفير السوداني جون اكيج كان في استقبال مناوي لدى وصوله هو والوفد المرافق له الى واشنطن. يشار الى ان حكومة الجنوب برئاسة سلفا كير تقوم بمساع متعثرة للتوسط بين حركات دارفور والحكومة السودانية. الى ذلك اعلن مصدر قريب من الرئاسة السنغالية امس ان رئيسي السودان عمر البشير وتشاد ادريس ديبي «سيوقعان (...) اتفاق حل نهائي للنزاع بينهما» خلال قمة مصغرة تعقد في 12 مارس (أذار) في دكار. وقال المصدر رافضا الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرئيسين «سيوقعان بالتأكيد في 12 مارس 2008 عشية قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في دكار، اتفاق حل نهائي للنزاع القائم بين البلدين منذ حوالي عقدين من الزمن».
واضاف المصدر ان «هذا الاتفاق عرضه على الطرفين وفد أرسله الرئيس (السنغالي عبد الله) واد وقام بجولات مكوكية بين إنجامينا والخرطوم منذ حوالي ثلاثة اسابيع تقريبا. ويفترض ان يتم توقيعه بسهولة»، موضحا ان «الطرفين سيوقعان اتفاقا عاما ومذكرة

تنفيذية»